الابدال (6)

إبــدال الــواو و اليــاء ألفــــا

تـبــدل كـل من الـواو و الياء ألفـا ، و لهذا الإبدال عشرة شروط تشترك الواو و الياء فى تسعة منها ،
و تنفرد الواو بالأخير ، و هذه هى الشروط بالشروط :

قال ابن مالك ـ رحمه الله تعالى ـ :
مـن يـاء او واو بـتـحـريـك أصـل ألـفـا ابـدل بـعـد فـتـح متـصـل

تناول ابن مالك فى البيت السابق الأربعة شروط الأولى ، و هاك تفصيلها :
(1) أن تـتـحـركـا
@ فإن كانت كل منهما ساكنة : لم تبدل ألفا مثل : ( قـول ، بـيـت ، سـيـف )

(2) و أن تكون حركة كل منهما أصلية

@ و إن لم تكن حركتهما أصلية لم تبدلا ألفا :
◄مثل : ( جيــل ) [ المخففة من : [ جيأل ] ، لعدم أصلية حركة الياء

◄و مثل : ( تـــوم ) [ تخفيف توأم ] لعدم أصلية حركة الواو ،

◄و مثل قوله تعالى : [ اشتروا الضلالة بالهـدى ] لأن حركة الواو ليست أصلية ،
بل هى عارضة للتخلص من التقاء الساكنين

(3) أن يكون ما قبلهما مفتوحا

@ و إن لم يكن ما قبل كل منهما مفتوحا : لم تبدلا
◄مثل ( حيلأ ) [ لكسر ما قبل الياء ] ، ( سور ، صور) [ لضم ما قبل الواو ]

(4) أن تكون الفتحة التى قبلهما متصلة بهما فى كلمة واحدة
@ فلا تبدلان فى نحو : ( علمت أن الرسول أقام يدعو إلى دين الله )
لأن الياء المفتوحة فى ( يدعو ) لم تتصل بالفتحة التى قبلها فى ( قام ) فى كلمة واحدة
◄و مثله قولهم : ( أخذ ياسر، و حلف يمينا ، و صام يوما ، و أكل وجبة ، و أنجب ولدا ) 0

و قـال ابـن مـالـك ـ رحـمـه الـله تـعـالــى :
إن حـرك الـتـالـى و إن سـكـن كـف إعـلال غـيـر الـلام و هـى لا يـكـف
إعـلالـهـا بـسـاكـن غـيـر ألــف أو يـاء التـشـديـد فـيـهـا قـد ألـف
و يتناول ابن مالك فى البيتين السابقين الشرطين الخامس و السادس
(5) أن يتحرك ما بعـدهـما إن كانتا فى موضع الفاء ، أو العـيـن
◄فلا إبدال فى : ( توانى ، تيامن ) [ لسكون الألف بعدهما ]
◄و لا فى : ( طويل ، غيور ، بيان ، طواعية ) [ لسكون الياء ، الواو بعدهما ]

@ و إن كانتا فى موضع اللام : فيشترط لإبدال كل منهما ألفا : ألا يقع بعد كل منهما ألف ،
و لا ياء مشددة ، و لا نون توكيد
فلا إبدال فى مثل : ( غــزوا ، رمــيــا ) [ لوقوع الألف بعدهما ] ،
و الإبدال فيهما يؤدى إلى اجتماع ألفين ، و حذف إحداهما يؤدى إلى التباس المثنى بالمفرد

و لا إبدال فى : ( عـــلـــوى ، أمــــوى ، فتوى ) [ لوقوع ياء النسب المشددة بعدهما ] ،
و هى لا تقع إلا بعد متحرك بالكسر ، و الألف ساكنة لا تقبل الحركة

و لا إبدال فى : ( اسعـيـن ، ارضـيـن ) حتى لا يجتمع ساكنان ( الألف و النون الساكنة )

@ و إن كانتا فى موضع اللام ، و كان الساكن بعد كل منهما غير الألف ، أو الياء المشددة :
فإنهما تبدلان ، و تحذفان للتخلص من التقاء ساكنين
◄مثل : ( يخشون ، يرضون )
فأصلهما : ( يخشيون ، يرضوون ) [ بفتح الياء و الواو و سكون واو الجماعة ] ،
أبدلت كل من الياء و الواو ألفا فصارتا : ( يخشاون ، يرضاون ) [ بسكون واو الجماعة ] ،
حذفت الألف للتخلص من التقاء الساكنين فصارتا : ( يخشــــون ، يرضون ) ،
◄ومنه المقصور المنون مثل : ( فتـــى ، عصى )
إذ أصلهما : ( فــتـــى ، عــصـو) [ بفتح كل من الياء و الواو و ما قبلهما ] ،
تحركت الواو و الياء ، و انفتح ما قبلهما فقلبتا ألفا
فصارا : ( فتا ، عصا ) ، ثم نون الاسم لأنه متمكن ، فاجتمع ساكنان [ الألف و التنوين ] ،
ثم حذفت الألف للتخلص من التقاء الساكنين
فصارا : ( فتى ، عصى ) [ بالتنوين ] 0


و قـال ابـن مالـك ـ رحـمـه الـله تـعـالــى ـ :
و صح عـيـن فـعـل و فـعــلا ذا أفـعـل كـأغـيـد و أحـولا
و يتناول ابن مالك ـ رحمه الله تعالى ـ فى البيت السابق الشرطين :
السادس و السابع
(6) ألا تقع إحداهما عينا لفـعـل مكسور العين ، و الوصف منه على ( أفـعـل ) ،
و هو ما دل على لون ، أو عيب ، أو حلية
فلا إبدال فى نحو : ( عــور ، و حــور ، و صـيـد )
لأن الوصف من كل فعل مما سبق على وزن : ( أفــعــل )

(7) ألا تكون إحداهما عين مصدر للفعل المتقدم
فلا إبدال فى نحو : ( العـور ، الحور ، و الغيد ) لأن كل منها مصدر للفعل المسبوق
و إنما صحت الواو و الياء فى المصدر حملا على صحتهما فى فعله

و قـال ابـن مالـك ـ رحـمـه الـله تـعـالــى ـ :
و عـيـن ما آخـره قـد زيـد مـا يـخـص الاسـم واجـب أن يـسـلـمـا
و تناول ابن مالك فى البيت السابق الشرط الثامن
( ألا تكون إحداهما عينا لما آخره زيادة مختصة بالأسماء
( الألف و النون ، و ألف التأنيث )
◄فلا إبدال فى نحو : ( جولان ، طيران ، ضــورى ) [ اسم ماء ] ،
و لا فى : ( حيدى ) [ صفة للدابة التى تحيد عن ظلها ] لانتهائها بزيادات تخص الاسماء
@ و شــــذ الإبــــــدال فـــى كــلمتــى : ( ماهــان ) ، و ( داران ) ،
و قيل إنهما أعجميان ، فلا حكم عليهما ،
و القياس فيهما عدم الإبدال فنقول فيهما : ( موهان ، دوران ) 0

و قـال ابـن مالـك ـ رحـمـه الـله تـعـالــى ـ :
و إن لحـرفـيـن ذا الاعـلال اسـتـحـق صـحـح أول و عـكـس قـد يـحـق
و تناول ابن مالك فى البيت السابق الشرط التاسع
(9) ألا يكون بعدهما حرف يستحق أن يبدل ألفا
فلا إبدال فى نحو : ( الهوى ، الحيا ) ، و أصلهما : ( الهوى ، الحيى ) [ بياء فى آخرهما ]
و فى مثل هذه الحالة : وجب إبدال الثانى من الحرفين ( الياء ) لتطرفه ،
و بقاء الأول ( الواو فى الأولى ، و الياء فى الثانية ) ، و لم يبدل حتى لا يتوالى إعلالان فى كلمة واحدة ، و قـد ورد العكس بإبدال الحرف الأول ، و إبقاء الثانى
◄مثل : ( آية ، و راية ، و غاية ) و فيها أقـوال كـثـيرة راجعها فى : ( آية و ما أشبهها )
و قـال ابـن مالـك ـ رحـمـه الـله تـعـالــى ـ :
و إن يـبـن تـفـاعـل مـن افـتـعـل و الـعـيـن واو سـلـمـت و لـم تـعـل
و تناول ابن مالك فى البيت السابق الشرط العاشر ، و هو خاص بالواو
(10) و هو خاص بالواو ، و هو ألا تكون الواو عينا فى فعل على وزن : ( افتعـل ) ،
و يكون دالا على التشارك
◄فلا يصح الإبدال فى نحو : ( اجتوروا ) [ بمعنى تجاوروا ]
◄و لا فى نحو : ( اشتوروا ) [ بمعنى تشاوروا ، أو من اشتور العسل أى : قطفه ]
@ فإن لم يكن الفــعــل دالا على التشارك : وجب الإبدال
◄مثل : ( اجــتــاز ) ، و أصله : ( اجــتـــوز )
فقد وقعت الواو عــيـنــا لفـــعــل عـلى وزن ( افـتــعــل ) ، و لم يكن الفعل دالا على التشارك
فأبدلت الواو ألفا لتحركها ، و انفتاح ما قبلها ،

@ و إن وقعت الياء عينا فى فعـل على وزن ( افــتـعــل ) :
تعين إبدالها سواء كان الفعل دالا على التشارك ، أو لم يكن كذلك
◄فمثال ما دل عـلى التشارك : ( استاف القوم ) أى تضاربوا بالسيوف ،
و أصلها : ( استيف ) ،
◄و مثال ما لم يدل عـلى التشارك : ( ارتاب ، اغتاب ، ابتاع ) ،
و أصلهما : ( ارتــيــب ، اغــتــيــب ، ابتيع ) 0

انــتـهــت شروط إبـدال كل من الواو و اليـاء ألفــا

@ و الأمثلة الجامعة لشروط إبدال كل من الياء و الواو ألفا :

◄فمن أمثلة إبدال الواو ألفا :
( قـال ، و صام ، و جـال ) على أن أصلها : ( قــول ، صــوم ، جــول )
تحركت الواو ، و انفتح ما قبلها فأبدلت ألفا

◄و كذلك كلمة ( مال ) لأن أصلها : ( مـو ل ) : تحركت الواو ، و انفتح ما قبلها فأبدلت ألفا

◄و من أمثلة إبدال الياء ألفا :
( باع ، هاب ) لأن أصلهما : ( بــيع ، هــيــب ) تحركت الياء ، و انفتح ما قبلها فأبدلت ألفا

◄و كذلك : ( ناب ، الفتى ) فالألف أصلها الياء ،
و أصلهما : ( نــيــب ، و فــتــى )
بدليل جمعهما على : ( أنياب ، فتيان ) تحركت الياء ، و انفتح ما قبلها فأبدلت ألفا

موجـز شروط إبدال الياء و الواو ألفا ( عشرة شروط ) :
(1) أن تتحرك كل منهما
(2) أن تكون حركة كل منهما أصلية
(3) أن تسبق كل منهما بفتحة
(4) أن تتصل كل منهما بالفتحة فى كلمة واحدة
(5) أن يتحرك ما بعدهما إن و قعت كل منهما فى موضع فاء الكلمة ، أو عينها ،
و إن كانتا فى موضع لام الكلمة :
فيشترط ألا يقع بعد كل منهما ألف ،أو ياء مشددة ، أو نون توكيد
(6) ألا تقع كل منهما عينا لـ ( فــعــل ) مكسور العين ، و الوصف منه على : ( أفــعــل )
(7) ألا تقع كل منهما عينا لمصدر الفعل السابق ذكره
( ألا تقع كل منهما عينا لما فى آخره زيادة خاصة بالاسم
[ الألف و النون ، أو الألف المقصورة ]
(9) ألا يقع بعد كل منهما حرف علة آخر يستحق الإعلال ، و إن وجد : تعين إبدال الثانى منهما لتطرفه ، و إبقاء الأول كما هو حتى لا يجتمع إعلالان فى كلمة واحدة
(10) و هذا الشرط خاص بالواو ، و هو ألا تقع عينا لــ ( افتعـل ) الدال على المشاركة

الأقوال المختلفة فى ( آيـة ) ، و ما أشبهها

(1) أرجح الأقوال و أسهلها : أن لفظ ( آية ) أصله : ( أيـيـة ) [ بفتح الهمزة و اليائين بعدها ]
فكل من اليائين متحرك ، و ما قبله مفتوح ، و كل منهما يستحق الإبدال ،
و القياس يقتضى : أن تبدل الثانية إلا أنهم عكسوا ، و أبدلوا الأولى بدلا منها ،
و ليس فيه ما يخالف قواعد العربية غير ذلك

(2) و قيل إن أصله : ( أيـيـة ) [ بفتح الهمزة ، و كسر الياء الأولى ، و فتح الثانية ] ،
فهو على وزن ( فــعــلة ) [ بفتح الفاء ، و كسر العين ]
فأبدلت الأولى ألفا لتحركها ، و انفتاح ما قبلها ،
و بقيت الثانية كما هى لعدم استحقاقها للإبدال لكسر ما قبلها ،
و على الرغم من وجاهة هذا الرأى فى ظاهره : إلا أنه مردود بأنه لو كان الأصل كذلك :
لوجب الإدغام لاجتماع المثلين ، و لوجب أن يقال : ( أيــة ) [ بتشديد الياء ]

(3) و قيل إن أصلها : ( أيـــة ) [ بتشديد الياء ] فأبدلت الياء الأولى الساكنة ألفا ،
و هو مردود عليه لعدم استكمال شروط إبدالها ، لأنها ساكنة ، و شرط الإبدال : أن تتحرك

(4) و قيل إن أصلها : ( آيـيـة ) [ على وزن ( فاعلة ) ] فحذفت الياء المكسورة تخفيفا ،
و هو مردود لأن هذا الحذف ليس له ما يوجبه

(5) و قيل إن أصلها : ( أيـيـة ) [ بفتح الهمزة و اليائين بعدها ] كما ذهب أصحاب الرأى ،
و أن الياء الثانية أبدلت ألفا كما يقتضى القياس فصارت : ( أيـاة ) ،
ثم دخلها القلب المكانى بتقديم الألف على الياء فصارت : ( آيـة ) ،
و هو مردود أيضا لأن القلب المكانى خلاف الأصل ، و لا يصح أن نلجأ إليه إلا عند قيام الدليل