الاسـتــفـــهـــام
و يــشـــمــل :
أولا : أدوات الاستـفـهــام
مــا يستعـمـل لطـلـب التـصـديـق و التـصـور
مــا يستـعـمـل لـطـلـب التصديق فـقـط
ما يستعمل لطلب التصـور فـقــط
معـنـى كـل مـن التـصـديــق و التـصـور
الاستـعـمـال الحـقـيـقـى لأدوات الاستـفـهــام
المعـانى المجـازيـة للاسـتـفـهــام
أولا معنى الاستفهام : هو طلب حصول صورة المستفهم عنه فى ذهن المستفهم
ثانيا : الأدوات الموضوعة للاستفهام :
( الهمزة ، هل ، ما ، من ، أى ، كم ، كيف ، أين ، أنى ، متى ، أيان )
ثالثا : ما يستعمل لطلب التصور و التصديق معا : ( الهمزة ) فقط
و ما يستعمل لطلب التصديق فقط : ( هـل )
و ما يستعمل لطلب التصور فقط : بقية الأدوات :
( ما ، من ، أى ، كم ، كيف ، أين ، أنى ، متى ، أيان )
رابعا معـنى كل من التصديق و التصور :
(1) التصديق هو : مطابقة النسبة الكلامية للواقع ، أو عدم مطابقتها له
و من أمثلته :
◄قول القائل : ( هل نجح محمد ؟ ) ،
و معناه : أن المتكلم تصور النجاح أى يدرك معنى كلمة ( نجح ) ، تصور محمدا
أى : يعرف من محمد ، و تصور نسبة النجاح إلى محمد أى : يملك فى ذهنه تخيلا لنجاح محمد من فرحة و تهنئة و اجتماع لاالأحبة للاحتفال ،
و لكنه يسأل عن مدى وقوع هذه النسبة من عدمه
فإن كان الجواب بـ ( نعم ) : فقد وقع التصديق ،
و إن كان الجواب بـ ( لا ) : فقد وقع التصديق أيضا
◄، ألم ينجح محمد ؟
و معناه : أن السائل تصور عدم النجاح ، و تصورمحمدا ،
و تصور نسبة عدم النجاح إلى محمد أو يملك تخيلا لصورة عدم نجاح محمد من حزن ،
و ضيق ، ثم يسأل عن وقوع نسبة عدم النجاح لمحمد
◄فإن قيل له ( لم ينجح ) : فـقـد حدث التصديق ،
(2) و االتصور هو : إدراك المفرد أى : المسند إليه وحده ، أو المسند وحده ،
أو النسبة المجردة وحدها ، أو اثنين منها ، أو الثلاثة كلها 0
◄و مثالها سؤال السائل : أعلى فى المنزل أم زيد ؟ إذا كان يعلم أن أحدهما فى المنزل ،
و لكن لم يتعين لديه أحدهما
◄و كذلك سؤال السائل : ( أعلى فى البيت أم فى المسجد ؟ ) إذا كان يعلم أنه فى أحدهما ،
و لكنه لم يتعين لديه واحد منهما
فإذا أجيب عن السؤال الأول بعلى مثلا ،
أو أجيب عن السؤال الثانى بـ ( فى المسجد ) مثلا : كان ذلك هو التصور
بيان أدوات الاستفهام :
(1) الهمزة ، و يطلب بها التصديق أو التصور
◄فمثال استعمالها فى التصديق : ( أنجحت ثورة 25يناير ؟ )
◄و مثال استعمالها فى التصور : ( أتظاهر الثوار فى التحرير أم فى العباسية ؟ )
و الفرق بين استعمال الهمزة فى التصديق و استعمالها فى التصور :
أن الاستفهام بها فى التصديق :
يكون عن نسبة يتردد الذهن فى مطابقتها للواقع ، أو عدم مطابقتها له
و فى التصور : يكون عن التردد فى التعيين
المسئول عنه بالهمزة : يقع بعد الهمزة مباشرة الأمر المسئول عنه سواء كان الفاعل ،
أم الفعل ، أم المفعول به ، أم الظرف ، أم المفعول لأجله ، أم الحال
◄فمثال السؤال بها عن الفاعل : [ أأنت قلت للناس اتخذونى و أمى إلهين ]
◄و مثال السؤال بها عن الفعل : أأنصفت عليا ؟
◄و مثال السؤال بها عن المفعول به : أعليا أكرمت أم محمدا ؟
◄و مثال السؤال بها عن ظرف المكان : أفى المعهد كنت ؟
◄و مثال السؤال بها عن ظرف الزمان : أيوم الجمعة سافرت ؟
◄و مثال السؤال بها عن المفعول لأجله : أإجلالا وقفت ؟
◄و مثال السؤال بها عن الحال : أمبتسما استقبلت ضيفك ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2) هل ، و تكون لطلب التصديق فقط ، و تدخل عل الجملة الإسمية ، و على الجملة الفعلية
◄فمثال دخولها على الجملة الإسمية : ( هل على ناجح ؟ )
◄و مثال دخولها على الجملة الفعلية : ( هل نجح على ؟ )
و لا تدخل ( هل ) على منفى ، و ذلك لأنها بمعنى ( قد ) ، و النفى و ( قد ) يتناقضان
فلا يصح أن نقول : ( هل لم ينجح زيد ؟ )
و لا تدخل على جملة ذكر معها المعادل
فلا يصح أن نقول : ( هل محمدا أكرمت أم عليا ؟ )
و سبب المنع : أن ( هل ) لطلب التصديق ، و ( أم ) المتصلة لطلب التصور فهى التى يطلب بها تعيين أحد الأمرين ، و الجمع بين ( هل ) و ( أم ) المتصلة : يؤدى إلى التناقض
هل مع الفعـل المضارع :
عندما تدخل ( هل ) على الفعل المضارع فإنها تخلصه إلى الاستقبال ، لأن ما يستفهم عنه يجب أن يكون مستقبلا ، و لا يستفهم بها عن الواقع فى الحال ،
و اختصاصها بطلب التصديق ، و تخليصها للمضارع للاستقبال جعلاها أكثر تعلقا بالفعل من الاسم
أما الأول : فلأن التصديق هو الحكم بالثبوت ، أو الانتفاء ،
و هما من معانى الأحداث التى تعتبر من معانى الأفعال ،
و أما الثانى : فلأن تخليصها المضارع للاستقبال يدل على تأثيرها فيه ،
و تأثيرها فيه يدل على كثرة تعلقها به
فإذا دخلت على الاسم بدلا من الفعل : إنما يكون ذلك لغرض بلاغى
كالاهتمام بشأن المعـدول إليه ، و منه قوله تعالى : [ فهل أنتم شاكرون ]
لذلك كان هذا الأسلوب أبلغ فى الدلالة على طلب الشكر من غيره من الأساليب البلاغية الأخرى
فهو أبلغ من قولنا : ( فهل أنتم تشكرون ؟ ) ، أو ( أفأنتم شاكرون ؟ ) ، أو ( أفأنتم تشكرون ؟ )
لأن التعبير عن مضمون الفعل ، و هو الشكر فى صورة الثابت حين يدل عليه بالجملة الاسمية التى تفيد الثبوت أدل على كمال العناية بحصوله من إبقائه على أصله 0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(3) بقية أدوات الاستفهام :
[ ما ، من ، أى ، كم ، كيف ، أين ، متى ، أيان ، أنى ]
و كلها تستعمل لطلب التصور ، و تختلف فى تصور المطلوب بكل منها ، و هاك بيانها
@ ( ما ) يطلب بها : شرح الاسم مثل : ( ما الغضنفر ؟ ) ، و هو سؤال عن مدلول اللفظ ،
و المطلوب شرح هذا الاسم ، و بيان المعنى الذى وضع له ، و ذلك لأن السائل يعلم معنى الأسد بأنه حيوان مفترس ، و لكنه لا يعلم أنه مدلول لفظ ( الغضنفر ) ،
فيجاب على هذا السؤال بلفظ أشهر ، و هو الأسد
أو يطلب بها تفصيل المدلول مثل : ( ما العنقاء ؟ ) حيث يعلم السائل أن العنقاء نوع من الطيور ،
و لكنه لا يعلم تفاصيل عن ذلك الطائر فيجاب عليه بأنه طائر صفته كذا و كذا
أو يطلب بها : حقيقة المسمى مثل : ( ما الإنسان ؟ ) فهو سؤال يطلب به إيضاح حقيقة المسمى ،
و هو الحقيقة الإنسانية ، و كأنه يسأل عن حقيقة مسماه ، فيجاب عليه بأنه حيوان ناطق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
@ ( من ) يطلب بها تعيين ذى العلم باسمه ، أو بوصف معين له
◄فمثال طلب تعيين ذى العلم باسمه : ( من أنقذ العرب من ضلال الوثنية ؟ )
فيجاب عليه بقولنا : ( محمد ـ صلى الله عليه و سلم ـ )
لأن السائل هنا يطلب التشخيص المسئول عنه و تعيينه باسمه الخاص به
◄و مثال طلب تعيين ذى العلم بوصف له قول السائل : ( من الخليفة الذى حاسب ولاته و حكامه ،
و صادر أموالهم ، و حمل الناس على الطريق بدرته ؟ )
فيجاب عليه بقولنا : ( ثانى الخلفاء الراشدين الذى كان يخشى حساب الله على رعيته ،
و يقدر مسئوليته بين يدى الله ) لأن السؤال هنا يطلب تعيينه بوصف له
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
@ ( أى ) ، و يسأل بها عما يميز أحد الشيئين أو الأشياء التى اشتركت فى أمر ما ، و أحد الشيئين قد حكم له بحكم يجهله السائل ، فهو يسأل بـ ( أى ) لتمييز ذلك الحكم المجهول ، و جواب السؤال هو المميز لأحد الشيئين أو الأشياء
◄مثل قوله تعالى : [ أى الفريقين خير مقاما ]
فالمشركون يعتقدون أن لأحد الفريقين الخيرية ، مع ثبوت الفريقية على كل منهما ،
و لم يتميز عندهم من ثبتت له الخيرية منهما ، و كأنهم يسألون : ( نحن خير أم أصحاب محمد )
◄و منه قوله تعالى على لسان سليمان : [ أيكم يأتينى بعرشها قبل أن يأتونى مسلمين ]
فالاشتراك بين الجن و الإنس فى أن كلا منهما من جند سليمان أمر واضح و جلى ،
و كلهم يخضعون له ، و ينقادون لأمره ، و المطلوب تمييز من يتولى هذه المهمة
و تكون ( أى ) بحسب ما تضاف إليه فيسأل بها عن الزمان ، و عن المكان ، و عن الحال ،
و غير ذلك
◄فيقال : ( أى الأيام خير ؟ ، و أى الأماكن أفضل ؟ ، و أى الأحوال أحسن ؟ )
◄فيقال فى الأجوبة : ( يوم الجمعة ، مكة المكرمة ، حال الموحدين بالله )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
@ ( كم ) ، و تكون استفهامية ، أو خبرية
فإن كانت استفهامية : كان السؤال بها عن العدد
◄مثل : [ قال كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم ]
فالسؤال عن عدد الأيام و الساعات التى مكثها المخاطبون ،
◄و منه : [ قال كم لبثتم فى الأرض عدد سنين ] و السؤال هنا عن عدد السنين ،
◄و منه : [ سل بنى إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة ] و السؤال هنا عن عدد الآيات
◄و يقال : ( كم ابن لك ؟ ) ، و ( كم من المال معك ؟ ) ، و ( كم يوما قضيت فى مكة ؟ ) ،
و ( كم يوما تبقى من الشهر ؟ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
@ ( كيف ) ، و يسأل بها عن الحال ، و هى بحسب العوامل فقد تكون حالا ، و قد تكون مفعولا ، أو غير ذلك
◄مثل قـول الشاعـر :
قال لى كيف أنت قلت : عليل سهر دائم و حزن طويل
◄و يقال لك : ( كيف جئت ؟ ) فتقول : ( راكبا ، أو ماشيا )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
@ ( أين ) ، و يسأل بها عن المكان و الظرف
◄و منه قوله تعالى :
[ فإذا برق البصر 0 و خسف القمر 0 و جمع الشمس و القمر 0
يقول الإنسان يومئذ أين المفر ]
◄و منه قولك لأحد أصدقائك : ( أين كنت ؟ ) فيجيبك : ( فى المعهد ) ، أو : ( فى البيت ) 0
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
@ ( متى ) ، و يسأل بها عن الزمان ماضيا ، أو مستقبلا
◄فمثال السؤال بها عن الماضى : ( متى جئت ؟ ) فيقال لك : ( أمس )
◄و مثال السؤال بها عن االمستقبل : ( متى تسافر ؟ ) فيقال لك : ( غـدا )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
@ ( أيان ) ، و يسأل بها عن المستقبل خاصة ، و تستعمل فى مواضع التفخيم و التهويل
◄و مثالها قوله تعالى : [ يسأل أيان يوم القيامة ] ، [ يسألونك عن الساعة أيان مرساها ] 0
@ ( أنى ) ، و و هى تأتى بمعنى ( متى ) ، و بمعنى ( كيف ) ، و بمعنى ( من أين )
◄فمثال مجيئها بمعنى ( متى ) قوله تعالى : [ أنى يحى هذه الله بعد موتها ]
◄و مثال مجيئها بمعنى ( كيف ) ، و يجب فى هذه الحالة أن يليها الفعل ،
قوله تعالى : [ فأتوا حرثكم أنى شئتم ] و المعنى : كيف شئتم أى : على أى حال
◄و مثال مجيئها بمعنى ( من أين ) قوله تعالى : [ قال يا مريم أنى لك هذا ]
و الفرق بين ( أين ) ، ( من أين ) :
أن السؤال بـ ( أين ) : عن المكان الذى حل فيه الشىء ،
و السؤال بـ ( من أين ) : عن المكان الذى برز منه الشىء ، أى مصدره و مورده 0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خروج أدوات الاستفهام عـن الحقيقة إلى المجاز
تخرج أدوات الاستفهام عن معانيها الحقيقية إلى معان أخرى مجازية ،
مع وجود علاقة بين المعنيين ( الحقيقى و المجازى ) ، و قرينة صارفة عن إرادة المعنى الحقيقى
و المعنى الحقيقى للاستفهام : سؤال ممن يجهل الإجابة بقصد الإفادة
و المجاز عامة : وضع الشىء فى غير ما وضع له ، أو استعمال الشىء فى غير موضعه
و المعانى المجازية للاستفهام : هى المعانى التى خرج إليها الاستفهام بعد انصرافه عن معناه الحقيقى مع وجود علاقة بين المعنيين ، و قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقى
و من المعانى المجازية للاستفهام :
(1) الاستبطاء ، و هو شعور يخالج النفس عند توقع تأخر الأمر المحبب إليه المنتظر
◄ و منه قوله تعالى : [ متى نصر الله ]
◄و منه قول الشاعر :
حتام نحن نسارى النجم فى الظلم و ما سراه على خف و لا قدم
و العلاقة بين الاستبطاء و الاستفهام : ( السبـبـيـة )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2) التعجب
◄و منه قوله تعالى ــ على لسان نبى الله سليمان ــ [ مالى لا أرى الهدهد ] فسليمان لم يتعجب من غيلب الهدهد لأنه لا يتصور غيابه بدون إذن ، و إنما يتعجب من حال نفسه فى عدم رؤيته للهدهد الذى يتصور وجوده ،
و منه قول المتنبى يخاطب الحمى :
أبنت الدهر عندى كل بنت فكيف وصلت أنت من الزحام
و كأن المتنبى يتصور أن الدهر لا ينجب إلا المصائب ، و الحمى إحدى هذه المصائب ،
و قد أحيط الشاعر بالكثير من أخواتها المصائب ،
فهو يتعجب كيف استطاعت أن تخترق كل هذه المصائب لتصل إليه
و العلاقة بين الاستفهام و التعجب : ( الـلـزوم )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(3) التنبيه على ضلال
و منه قوله تعالى : [ فأين تذهبون ] ، و كأن الله يريد أن يخبر الفار يوم القيامة أنهم لا مفر لهم من العذاب ، و فى هذا تأكيد عملى و تنبيه لهم على ضلالهم
و العلاقة بين الاستفهام و التنبيه على ضلال : ( اللزوم )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(4) الوعيد
◄و منه قولك لمن يسىء الأدب معك : ( ألم أؤدب فلانا ) ؟ فأنت هنا لا تسأل سؤال من يجهل الإجابة فهو ينتظرها ، إنما تسأل لتعبر عن وعيدك للمخاطب
و العلاقة بين الاستفهام و الوعيد : ( اللزوم )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(5) التـقـريــر
◄و منه قول ابن الرومى :
ألست المرء يجبى كل حمد ♫ إذا ما لم يكن للحمد جابى
و الشاعـر هنا لا يسأل ممدوحه ، و إلا كان هجاء ،
و إنما يطرح سؤاله ليحمل المخاطب على الإقرار و الاعتراف بما يدعيه ،
و أوضح منه قولك لمن سبق إحسانك إليه : ( ألم أعطك كذا و كذا ) ،
بغـرض حمل المخاطب على الاعتراف و الإقرار بذلك
◄و منه قوله تعالى على لسان قوم إبراهيم بعد اكتشافهم تحطيم أصنامهم :
[ ءأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم ]
و يشترط فى الهمزة هنا : أن يليها المقر به
و يـقـال : إن التقرير للتحقيق و التثبيت
و العلاقة بين الاستفهام و التقرير : الإطلاق و التقييد ، و يصح أن تكون اللزوم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(6) الإنـكـار
و قد اشترط فى الإنكار ما اشترط فى التقرير ،
و هو أن يلى الهمزة فى الإنكار الأمر المنكر سواء كان فعلا ،
أو فاعلا ، أو مفعولا ، أو جارا و مجرورا
◄فمثال مجىء الفعل بعد الهمزة قول المتنبى
أتلتمس الأعداء بعد الذى رأت ♫ قيام دليل أو وضوح بيان
◄و منه قول امرئ القيس :
أيقتلنى و المشرفى مضاجعى ♫ و مسنونة زرق كأنياب أغوال
◄و مثال مجىء الفاعل قوله تعالى : [ أهم يقسمون رحمة ربك ]
◄و مثال مجىء المفعول به قوله تعالى : [ أغير الله أتخذ وليا ]
◄و مثال مجىء الجار و المجرور بعد الهمزة : ( أفى المسجد نمت ؟ )
◄و مثال مجىء الظرف بعدها : ( أمع المنحرفين سكنت ؟ )
@ فالمتنبى ينكر على أعداء ممدوحه أن يبحثوا عن دليل ، أو برهان على رفعة قدر الممدوح
@ و امرؤ القيس ينكر على من أراد قتله ، و هو الذى نام و جواره المشرفى ، و هو سيفه ،
و مسنونة زرق ، و هى حربته ، و قد شبهها بأنياب الأغوال فى شدة الفتك ،
@ و القرءان ينكر تدخل الكفار فى تقسيم الله ، و كأنهم هم المقسمون ،
@ و فى الآية الثانية ينكر عليه أن يتخذ إلها غير الله ،
@ و فيما بعدها إنكار الجار و المجرور ، و هو ( فى المسجد ) ،
@ و فى المثال الأخير الظرف ، و هـو ( مع المنحرفين )
و قد يكون الإنكار بقصد التوبيخ فى الماضى ، أو فى الحال ، أو فى المستقبل
◄فمثال التوبيخ فى الماضى قولك لمن ثيت عـصيانه لربه : ( أعصيت ربك ؟ )
◄و مثاله فى الحال ، أو الاستقبال: ( أتعصى ربك ؟ )
و قد يقصد بالإنكار التكذيب ، و يكون فى الماضى ، و فى المستقبل
◄و مثال الاستفهام الانكارى فى الماضى :
[ أفأصفاكم ربكم بالبنين و اتخذ من الملائكة إناثا ]،
◄و مثاله فى المستقبل قوله تعالى : [ أنلزمكموها و أنتم لها كارهون ]
و يجتمع الإنكار و التكذيب فى النفى ،
و يختلفان فى أن النفى فى التوبيخ متوجه لغير مدخول الهمزة ،
و فى التكذيب متوجه لنفس مدخولها على أنه غير واقع
و العلاقة بين الاستفهام و الإنكار
اللزوم )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(7) التهكم
◄و منه قوله تعالى : [ قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا ]
و العلاقة بين الاستفهام و التهكم : ( اللزوم )
(
اللتحقير
◄و منه قولك لمن تعرفه ، و هو يعلم أنك تعرفه جيدا : ( من أنت ؟ )
و العلاقة بين الاستفهام و التحقير: ( اللزوم )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(9) التهويل و التفخيم بشأن المستفهم عنه لغرض
◄و منه قوله تعالى : [ و لقد نجينا بنى إسرائيل من العذاب المهين * من فرعون ]
فى قراءة ابن عباس بفتح ميم ( مــن ) ، و ضم نون ( فرعـون )
على أن فرعون مبتدأ ، و من الاستفهامية خبره ، أو العكس
و ليس الاستفهام هنا على حقيقته لأن الله يعلم حقيقته ، و إنما أراد الله تفظيع أمر فرعون لبيان عظيم فضل الله عليهم بإنقاذهم من هذا الجبار بدليل استئناف الله بقوله : [ إنه كان عاليا من المسرقين ]
و العلاقة بينه و بين الاستفهام : ( السببية)
(10) الاستـبـعــاد
و منه قوله تعالى : [ أنى لهم الذكرى و قد جاءهم رسول كريم * ثم تولوا عنه ]
و المعنى : كيف يتذكر هؤلاء و يتعظون ، و يوفون بعهدهم حين يكشف الدخان عنهم ، و قد سبق منهم الإعراض عن آيات الله ، و عن رسوله ؟
و العلاقة بين الاستبعاد و الاستفهام : ( السببية)
و الفرق بين الاستبطاء و الاستبعاد :
أن الاستبطاء متعلقه متوقع ، و الاستبعاد متعلقه غير متوقع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(11) الإقرار
◄و منه قوله تعالى : [ فهل أنتم مسلمون ] أى : أسلموا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(12) الزجر
◄و منه قولك لمن ترى منه فعل ما لا يحمد : ( أتفعل هذا ؟ ) أى : ازدجر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(13) العرض
◄و منه قولك لمن تحب إكرامه : ( ألا تنزل عندنا ؟ ) أى : تفضل علينا بالزيارة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(14) التمنى
◄و منه قوله تعالى : [ فهل لنا من شفعاء ] فهم يتمنون المستحيل عنهم بسبب كفرهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(15) التشويق
◄و منه قوله تعالى : [ هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(16) التسوية
◄و منه قوله تعالى : [ قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين ]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(17) النهى
◄و منه قوله تعالى : [ أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه ] أى : لا تخشوهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(18) النفى
◄و منه قوله تعالى : [ هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ]
أى : ليس للإحسان جزاء غير الإحسان
◄و منه قـول الشاعــر :
هل الدهر إلا غمرة و انجلاؤها و شيكا و إلا ضيقة و انفراجها
أى : ليس الدهر إلا هذا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(19) التعظيم
◄و منه قـول المتنبى :
من للمحافل و الجحافل و السرى فقدت بفقدك نيرا لا يطلع ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(20) التكثير
◄و منه قـوله تعالى : [ و كم من قرية أهلكناها ]
أى : كثير من القرى أهلكناها بسبب ظلمها 0
انتهت المعانى المجازية للاستفهام