فرسان الكلمة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اسلامى - لغويات- معارف عامة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
الاستفهام الله
المواضيع الأخيرة
» قطر الندى و بل الصدى
الإيجاز و الإطناب و المساواة  Icon_minitime1الأربعاء أغسطس 27, 2014 5:06 pm من طرف Admin

» عدد أحرف القرآن الكريم
الإيجاز و الإطناب و المساواة  Icon_minitime1الجمعة يوليو 25, 2014 12:23 pm من طرف Admin

» من أسرار القرآن (8)
الإيجاز و الإطناب و المساواة  Icon_minitime1الثلاثاء فبراير 18, 2014 3:19 am من طرف Admin

» من أسرار القرآن (7)
الإيجاز و الإطناب و المساواة  Icon_minitime1الثلاثاء فبراير 18, 2014 3:11 am من طرف Admin

» من أسرار القرآن (7)
الإيجاز و الإطناب و المساواة  Icon_minitime1الثلاثاء فبراير 18, 2014 3:07 am من طرف Admin

» من أسرار القرآن (6)
الإيجاز و الإطناب و المساواة  Icon_minitime1الثلاثاء فبراير 18, 2014 3:04 am من طرف Admin

» من أسرار القرآن (5)
الإيجاز و الإطناب و المساواة  Icon_minitime1الثلاثاء فبراير 18, 2014 3:01 am من طرف Admin

» من أسرار القرآن (4)
الإيجاز و الإطناب و المساواة  Icon_minitime1الثلاثاء فبراير 18, 2014 2:58 am من طرف Admin

» من الآيات القرآنية
الإيجاز و الإطناب و المساواة  Icon_minitime1الثلاثاء فبراير 18, 2014 2:56 am من طرف Admin

سبتمبر 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
      1
2345678
9101112131415
16171819202122
23242526272829
30      
اليوميةاليومية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني




 

 الإيجاز و الإطناب و المساواة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 143
تاريخ التسجيل : 13/09/2013

الإيجاز و الإطناب و المساواة  Empty
مُساهمةموضوع: الإيجاز و الإطناب و المساواة    الإيجاز و الإطناب و المساواة  Icon_minitime1السبت سبتمبر 14, 2013 5:03 pm


بــــــــــــاب

الإيـجـاز و الإطـنـاب و المسـاواة

أولا الإيـجــــــــاز

و يـشــمــل :


الإيـــجــاز بـالـقــصــر


الإيــجــاز بـالـحــذف


أدلــة الحــــذف


نــوعــا المحــذوف





الإيـجــاز

هـــــــو : عرض المعانى الكثيرة فى ألفاظ قليلة مع الإبانة و الإفصاح ،
ليسهل تعلقها بالذهن ، و تذكرها عند الحاجة إليها
و الإيجاز نـوعـان : [ إيـجـاز قـصـر ، و إيـجـاز حــذف ]
أولا إيجاز القصر : عرض المعانى الكثيرة فى ألفاظ قليلة ، دون أن يكون فى تركيبها لفظ محذوف
مع الإبانة و الإفصاح ،
و هو ميدان تتجلى فيه أقدار البلغاء ، و تقاس به براعتهم ، حتى سمى بـ ( إيجاز البلاغة ) ،
و قيل : ( البلاغة الإيجاز ) ، و هو ظاهر بالقرآن الكريم و السنةالمطهرة ، و كلام العرب و حكمهم
◄و منه قوله تعالى : [ خذ العفو و أمر بالعرف و أعرض عن الجاهلين ]
فمن يتأمل هذه الكلمات القليلة فى عددها ، و يمعن فى تأمله :
يجد ــ بما لا يدع مجالا للشك ــ أنها قد جمعت كل مكارم الأخلاق ، و تضمنت كل دقيق و جليل
فهى قد جمعت ثلاثة أمر استلزم الأمر بها كل ما عرف من نبل فى الخلاق ، و أدب فى السلوك

@ فأخذ العـفـو : قبول ما تيسر من أخلاق الناس و أعمالهم ، و سعة الصدر عامة ،
و الأمر به يقتضى :
صلة القاطعين ، و إعطاء المانعين ، و الصفح عن المسيئين ، و الرفق فى كل الأمور

@ و الأمر بالعـرف : يتضمن التحلى بتقوى الله و صلة الرحم ، و حفظ اللسان ،
و البعد عن كل ما هو قبيح مذموم ، لأن شأن من يأمر بالعرف : أن يكون كتحليا بما يأمر به

@ و الإعـراض عـن الجاهلين : يستلزم أن يكون الرسول حليما صبورا
بعيدا عن كل ما يفسد الدين ، أو يخل به
◄و منه قوله تعالى : [ ألا له الخلق و الأمر ]
فقد اشتملت هذه الآية القصير جميع الأشياء على غاية الاستقصاء
فالخلق يشمل كل المخلوقات ، و كل ما استجد ، أو يستجد فى الكون من أشياء صغيرة ، أو كبيرة ، سواء أدركناه ، أو لم ندركها ، و الأمر يشمل كل ما يدور فى الكون من حركة و سكون ، و إحياء ، إماتة ، و إيجاد أو عدم ، و تغيير و تبديل ، و هكذا حتى تشمل كل ما لا يدركه عقل بشرى ،
و لا يحيط به كتاب ، و لا يعبر عنه لسان
و لذا فقد روى أن ابن عمر ـ رضى الله عنهما ـ قال حين قرأها : ( من بقى له شىء فليطلبه )
و معناه : أن الآية لم تترك شيئا لأحد يذكره لعدم تضمنه فى الآية
◄و منه قوله ــ صلى الله عليه و سلم ـ : [ أوتيت جوامع الكلم ] ، و كيف لا يكون كذلك ،
و هو ــ صلى الله عليه و سلم ــ أفصح الفصحاء ، و أبلغ البلغاء ، و أفصح من نطق بالضاد ،
و هو المبلغ لأبلغ كتاب ، و أفصح بيان ،
و المناسبة العقلية تقتضى ألا يقوم بإبلاغ كتابا كهذا ، أو بيانا كهذا إلا رسول كهذا

◄و من جوامع كلمه ــ صلى الله عليه و سلم ـ :
قـولـه : [ الضعيف أمير الركب ]
فهذه العبارة مع قصرها فقد جمعت كل ما يقال من آداب السفر من ناحية ، و ما يقال عن العطف على الغير الضعيف من ناحية أخرى بحيث تؤدى فى النهاية إلى كمال الأخلاق فى السفر ، و فى غيره
و معناها : أنه إن وجد بين المسافرين ، أو المشاة رجل ضعيف :
توجب على رفقائه أن يقدموه عليهم ، و يتأخروا عنه ، حتى لا يشعروه بضعفه ، و قلة حيلته عنهم
◄و منه قوله ــ صلى الله عليه و سلم ـ : [ لا ضرر و لا ضرار فى الإسلام ] ،
و الإيجاز فيه واضح و بين
◄و من الحكم قولهم : ( يد الله مع الجماعة ) ، و هى كلمات مع قصرها غاية الروعة فى التعبير عن التعاون ، و قيمته و قيمه ، و رضا الله عن كل من تحلى به ، بل و عونه لهم
◄و منه أيضا قولهم : ( الحديث ذو شجون ) و قولهم : ( الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا )
◄ و قولهم : ( أعقل الناس أعذرهم للناس )
◄و من النصائح قولهم : ( إن للأمور مغبات فكن على حذر )
أى : أن للأمور ظاهر و باطن فلا تأخذ بالظاهر حتى تتحرى الباطن
◄و من الوصايا و النصائح : ( لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر )
◄و من الأجوبة : ما أجاب به بشر بن مالك حين سأله الحجاج عن حال جنده
فقال : ( وسعهم الحق ، و أغناهم النفل )
◄و منه قول الرشيد إلى صاحب خراسان : ( داو جرحك لا يتسع )
◄و من أروع لإيجاز القصر قوله تعالى : [ و لكم فى القصاص حياة ]
فقد تناولت هذه الآية المعانى الكثيرة التى تصلح لأن تكون أساسا اجتماعيا هاما ،
و معناها : أن الإنسان متى علم أنه متى اعتدى على نفس ـ ظلما و عدوانا ـ سيقتص منه بقدر ما اعتدى به : امتنع عن الاعتداء على الغير حتى لا يذهب هو ضحية لهذا الاعتداء
فكان القصاص مدعاة لمنع تعدى أحد على أحد ، و فى هذا صيانة لحياة الناس و أرواحهم و أمنهم
و للعرب مقالة فى هذا المعنى قد بلغت عندهم القمة فى البلاغة و الإفصاح
حتى أنهم كانوا يعدونها أوجز ما قيل فى هذا المعنى
و هو قولهم : ( القتل أنفى للقتل ) ، و الآية الكريمة تفضل ذلك القول من عدة أوجه منها :
(1) فى قولهم تكرار ( القتل ، القتل ) ، و الآية لا تكرار فيها
(2) ليس كل قتل ينفى القتل ، و إنما يكون ذلك إذا كان على جهة القصاص ،
و هو ما تضمنته الآية ، دون كلام العرب
(3) جعلت الآية القصاص كالأصل للحياة بإدخال حرف الجر ( فى ) عليه
فكأن الضد قد أصبح أصلا لضده
(4) تعد الآية الكريمة لونا من البديع الجميل فى الجمع بين الضدين :
( القصاص ، و الحياة ) [ طباق ]
(5) فى تنكير كلمة ( حياة ) تعميم و تنويع و تعظيم 0

ثـانـيـا إيجــاز الحــذف

هـــــــــو : عرض المعانى الكثيرة فى ألفاظ قليلة ، بحذف شيئ من تركيبها ،
مع عـدم الإخلال بتلك المعانى
و الحديث فى الإيجاز بالحذف ذو شقين :
(1) أنواع المحذوف (2) أدلـة الحـذف
(1) أنواع المحذوف ، و المحذوف للإيجاز إما مفرد ، و إما جملة ، و إما أكثر من جملة

( أ ) الإيجاز بحذف مفـرد :
و هو من أكثر أنواع إيجاز الحذف استعمالا
و المراد بالمفرد هنا شيئان : ( الكلمة ، أو الجملة التى لا تستقل بمعناها )
كجملة القسم و جوابه ، و جملة الشرط و جوابه ،
و من صور حذف المفرد :
@ حذف المسند إليه
◄ومنه قول سيدنا أبى بكر ــ رضى الله عنه و أرضاه ــ حين سأله رجل
عن سيدنا رسول الله ــ صلى الله عليه و سلم ــ الذى كان يسير معه فقال الرجل : من هذا ؟
فقال : هاد يهدينى السبييل
فحذف المسند إليه ( المبتدأ ) اكتفاء بالقرينة التى تلوح به ، و نفيا للفضول فى العبارة
و التقدير : ( هذا هاد يهدينى السبيل )
@ حذف المسند
◄ومنه قول الفرزدق فى مدح سيدنا على زين العابدين :
فليس قولك من هذا بطائره العرب تعرف من أنكرت و العجم
فقد حذف المسند ( الفعل ) ، و تقديره : ( و العجم تعرف ذلك ) لدلالة ما قبله عليه
@ حذف متعـلقات الفعـل
◄ومنه قوله تعالى :
[ و الله يدعو إلى دار السلام و يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم ]
و قد حذف مفعول ( يـدعــو ) بقصد التعميم فى المفعول ،
لأن الدعوة إلى الجنة دعوة عامة لناس جميعا لا يختص بها أحد
◄ومنه قول شوقى فى مدح رسول الله ــ صلى الله عليه و سلم ـ :
و إذا صحبت رأى الوفاء مجسما فى بردك الأصحاب و الخلطاء
و قد حذف مفعـول الفعـل ( صحبت ) لقصد التعميم أيضا


@ حذف المضاف ، أو المضاف إليه
◄فمن أمثلة حذف المضاف قوله تعالى : [ حتى إذا فتحت يأجوج و مأجوج ]
أى : فتح سد يأجوج و مأجوج فحذف المضاف ( سد ) ،
و أقيم المضاف إليه ( مأجوج ) مقامه
◄ ومنه قوله تعالى : [ و اسأل القرية التى كنا فيها و العير ]
أى : اسأل أهل القرية ، لأن القرية لا تسأل ، و كذلك أصحاب العير لأن العير لا تسأل أيضا
◄و منه قوله تعالى : [ لمن كان يرجو الله ] أى : جزاء الله ، أو رضاء الله ، أو ثواب الله
مع التنبيه بأنه إذا حذف المضاف : أقيم المضاف إليه مقامه ، و أخذ حكمه الإعرابى ،
◄و من أمثلة حذف المضاف إليه قوله تعالى : [ لله الأمر من قبل و من بعد ]
فقد حذف المضاف إليه ، و تقديره ـ و الله أعلم ـ : و من قبل ذلك ، و من بعده
و هذ النوع من الحذف قليل ، بعكس حذف المضاف لأنه كثير و شائع

@ حذف الصفة أو الموصوف
◄و من أمثلة حذف الصفة قوله تعالى : [ و اذكروا الله كثيرا ] أى : ذكرا كثيرا
◄و منه قوله تعالى : [ وعندهم قاصرات الطرف أتراب ] أى : حور قاصرات
◄ و منه قوله تعالى : [ أن اعمل سابغات ] أى : دروعا سابغات
و هذا النوع من الحذف كثير جدا و منتشر
◄ و من أمثلة حذف الصفة : قوله تعالى :
[ و كان وراءهم ملك يأخذ كل سفبنة غصبا ]
أى : ملك ظالم ، يأخذ كل سفينة سليمة غصبا ]
◄و منـه قـول الشاعـر :
كل امرئ ستئيم منه العرس أو هو منها يئيم
أى : كل امرئ متزوج












@ حذف القسم و جوابه
◄و من أمثلة حذف القسم قوله تعالى :
[ لئن لم ينته المنافقون و الذين فى قلوبهم مرض و المرجفون
فى المدينة لنغرينك بهم ]
فقد حذف القسم ،
و تقديره : و الله لئن لم ينته ، و قدلت على أن فى الآية حذف ( لئن ) لأنها موطئة للقسم
◄و منه قـول الشاعــر :
لئن كنت محتاجا إلى الحلم أننى إلى الجهل فى بعض الأحايين أحوج

◄و من أمثلة حذف جواب القسم : قوله تعالى :
[ و الفجر * و ليال عشر * و الشفع و الوتر * و الليل إذا يسر *
هل فى ذلك قسم لذى حجر* ]
فقد حذف جواب القسم ، و تقديره ـ و الله أعلم ـ : لأعذبنكم يا كفار مكة

@ حذف الشرط أو جوابه

فمن أمثلة حذف الشرط :
◄ قولك لصديق يكثر المزاح مع من هم أصغـر منه : ( تجنب المزاح و إلا تسقط هيبتك )
أى : و إلا تتجنب المزاح تسقط هيبتك
◄و منه قـول الشاعـر :
فقلت أجرنى أبا مالك و إلا فهبنى امرأ هالكا
أى : و إن لم تجرنى فهبنى امرءا هالكا

◄و من أمثلة حذف جواب الشرط قوله تعالى :
[ و إذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم و ما خلفكم لعلكم ترحمون *
و ما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانو عنها معرضين ]
فقد استوفت ( إذا ) شرطها [ قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم و ما خلفكم لعلكم ترحمون ] ،
و حذف جواب الشرط ، و تقديره ــ و الله أعلم ــ : أعرضوا

◄و منه قـوله تعالى : [ و لو ترى إذ وقفوا على ربهم ] ،

◄و كذلك قوله تعالى : [ و لو ترى إذ وقفوا على النار ]
و لك أن تقدر الجواب فى الموضعين بما يناسب مثل : ( لرأيت شيئا عظيما )
◄و كذلك قوله تعالى : [ و لو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة ]
و التقدير ــ و الله أعلم ـ : لرأيت أمرا عظيما

◄و منه قـول الشاعـر :
يعز غنى النفس إن قل ماله و يغنى غنى المال و هو ذليل
فقد حذف جواب الشرط من ( إن قل ماله ) ، لدلالة ما قبله عليه ،
و التقدير : إن قل ماله فهو عزيز
فعلى الرغم من أن المحذوف فى كل من القسم و الشرط جملة إلا أن البلاغيين عدوه مفردا ،
لأنها لا تستقل بمعناها ، إذ تتوقف على غيرها فى الإفادة ، لأنها جزء منها





























(ب) الإيجاز بحذف جملة واحدة

و المراد بالجملة هنا : الكلام الذى يفيد معنى تاما لا يتوقف على غيره ،

و الجملة المحذوفة إيجازا على صورتين :

الأولى : أن تدل على أمر ذكر سببه ، فهى مسببة عنه
◄و منه قوله تعالى : [ ليحق الحق و يبطل الباطل و لو كره المجرمون ]
و التقدير ــ كما قال العلماء ، و الله أعلم ــ : فعل ما فعل ليحق الحق و يبطل الباطل
فإحقاق الحق و إبطال الباطل سبب فيما حذف ، و المحذوف مسبب عما ذكر
◄و منه قول المتنبى :
أتى الزمان بنوه فى شبيبته فسرهم و أتيناه على كبر
و تقدير الحذوف ( المسبب ) : و أتيناه على كبر فساءنا

الثانية : أن تكون الجملة المحذوفة سببا فى أمر ذكر
◄و منه قوله تعالى :
[ فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم ]
و تقدير الجملة المحذوفة ، ــ و الله أعلم ـ : فامتثلتم الأمر ، فتاب عليكم ،
و امتثال الأمر سبب فى التوبة
◄و منه أيضا قوله تعالى :
[ فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا ]
و تقدير الجملة المحذوفة ــ و الله أعلم ـ : فضربه بها فانفجرت ،
و الضرب بالعـصا سبب فى الانفجار











( ج ) الإيجاز بحذف أكثر من جملة

و قصص القرآن الكريم يغلب عليها هذا اللون من الإيجاز

◄و منه قوله تعالى : [ فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحى الله الموتى ]
و المحذوف هنا جملتان ،
تقديرهما ــ و الله أعلم ـ : فضربوه ببعضها ، فأحياه الله ، كذلك يحى الله الموتى
◄و منه قوله تعالى :
[ فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا فدمرناهم تدميرا ]
و المحذوف فيه : ثلاث جمل ،
و تقديرها : ( فأتياهم ، فأبلغاهم الرسالة ، فكذبوهما ، فدمرناهم تدميرا )

◄و منه أيضا قوله تعالى :
[ اذهب بكتابى هذا فالقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون *
قالت يل أيها الملأ إنى ألقى إلى كتاب كريم ]
و المحذوف هنا ثلاث جمل ، و تقديرها ــ و الله أعلم ـ :
( فذهب الهدهد ، فألقى الكتاب ، فالتقطته ، ثم قالت يا أيها الملأ )



















أدلـة الحــذف

لا يصح الحذف إلا إذا كان لغـرض بلاغى ، مع الاشتراط أن يعتمد على دليل يدل على المحذوف ،
و قرينة تشير إليه ،
و من أدلة الحذف :

(1) أن يدل العقل على أن فى الكلام حذفا ، و يدل العـرف عـلى تعيـيـن المحـذوف
◄و منه قوله تعالى : [ حرمت عليكم الميتة و الدم و لحم الخنزير ]
و قد أسند الفعل إلى مسند إليه محذوف ، و تقدير الكلام ـ و الله أعلم ـ حرم عليكم أكل الميتة ،
لأن الميتة لا تحرم فى ذاتها ، و إنما الحرم هو أكـلها ، و هـذا ما دل عـليه العـقـل ،
و دل العـرف عـلى نـوع
◄و منه قـولـه تعالى : [ فذلكن الذى لمتننى فيه ]
فقد دل العقل على أن الإشارة باليد تقتضى مشارا إليه ، و دل العرف و العادة على أن المشار إليه سيدنا يوسف ــ على نبينا و عليه الصلاة و السلام ــ و التقدير ــ و الله أعلم ـ : ( فذلكن يوسف ) ، لأن الكلام فى معرض معرض حديث امرأة العزيز ( زليخا ) و جواريها لرد اللوم منهن بحضور يوسف ـ على نبينا و عليه الصلاة و السلام ـ ، و الأمر واضح جلى

(2) أن يدل العقل وحده على الحذف و تعيين المحذوف
◄و منه قـولـه تعالى : [ و اسأل القرية التى كنا فيها و العير ]
فالعقل وحده يدل على أن فى الكلام حذفين لأن القرية ذاتها لا تسأل ، و كذلك العير
و يدل أيضا على تعيين المحذوف ، لأن توجيه السؤال إنما يكون لأهل القرية و سكانها ،
و لأصحاب العير
و تقدير الكلام ــ و الله أعلم ــ : و اسأل أهل القرية ، و أصحاب العير
فقد حذف المضاف ( أهل ) ، و أقيم المضاف إليه ( القرية ) مقامه ، و أخذ حكمه ،
و هو النصب على أنه مفعول به للفعل ( اسأل )

(3) أن يدل العقل على الحذف ، و يدل الشروع فى الفعل على تعيين المحذوف ،
◄و منه قول المسلم مع البدء فى كل فعل مشروع : بسم الله الرحمن الرحيم
فالعقل يدل على أن متعلق الجار و المجرور محذوف ، و الشروع فى الفعل يعين المحذوف ،
فيقدر بما جعلت البسملة من أجله
ففى القراءة يقدر بـ : باسم الله أقرأ ،
و فى الأكل يقدر بـ : باسم الله آكل ، و هكذا




نــوعــا الحــذف

بعد الفراغ من كل ما سبق ، و يتعلق بالحذف ينبغى أن نختتم هذا البحث بنوعى الحذف ، و هما :

(1) ألا يقام شىء مقام المحذوف فى مكانه ،
و فى هذه الحالة يكتفى بالقرينة التى تلوح به
◄و منه قـولـه تعالى : [ و واعـدنا موسى ثلاثين ليلة ، و أتممناها بعـشر ]
و تشير القرينة اللفـظـية و هى كلمة ( ليلة ) إلى أن المحذوف بعد كلمة ( عشر ) هو ( ليال )

◄و منه قول شاعـر الأنصار :
لعمرك ما يدرى امرؤ كيف يتقى إذا هو لم يجعل له الله واقيا
و تقدير المحذوف : واقيا يقيه ، و لم يقم شىء مقام المحذوف ،
و إنما دلت عليه القرينة اللفظية ( يتقى )

(2) أن يقام مقام المحذوف ما يدل عليه فى مكانه
◄و منه قـولـه تعالى : [ فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ]
فقد حذف جواب الشرط ، لأن جملة ( فقد أبلغتكم ) ليست هى الجواب ،
لأن الأصل فى الجواب أن يتأخر عن الشرط ، و هذا لم يتحقق فى الجملة المذكورة ،
لأن الإبلاغ سابق على انصرافهم و توليهم ، و هذه الجملة المذكوة علة للجواب المحذوف
و التقدير ـ و الله أعلم ـ : فإن تولوا فلا لوم على فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ،
أو : فإن تولوا فلا عذر لكم فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم

◄و منه أيضا قـولـه تعالى : [ و إن يكذبوك فقد كـذبـت رسل من قبلك ]
و فى الآية حذف جواب الشرط أيضا ، لأن جملة ( فقد كذبت رسل من قبلك ) ليست هى الجواب ، لأن تكذيب الرسل سابق على تكذيبهم للرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ
و التقدير : ـ و الله أعلم ـ : ( و إن يكذبوك فلا تحزن فقد كذبت رسل من قبلك ) 0










الإطـــــنـــــــاب

هـــــــــو : عرض المعانى فى عبارة زائدة بحيث تحقق الزيادة فائدة ،
و إن لم تحقق الزيادة فائدة : فهى إما تطويل ، و إما حشو

و الفرق بين التطويل و الحشو :
أن التطويل : يتحقق بالزائد الذى لا يتعين
◄و منه قول عنترة :
حييت من طلل تقادم عهده أقوى و أقفر بعد أم الهيثم
فالتطويل فى قوله : ( أقوى و أقفر ) ، و هما بمعنى واحد ، ( و هو ( خلا ) ،
و كان ذكر أى منهما مغنيا عن ذكر الآخر إذ لا يتأثر المعنى بإسقاط أحدهما
◄و منه قـول الشاعـر :
إذا لم يكن للمرء فى دولة امرئ نصيب و لا حظ تمنى زوالها
و التطويل هنا فى قوله : ( نصيب و لا حظ ) ، و النصيب و الحظ بمعنى واحد ،
و كان ذكر أى منهما مغنيا عن ذكر الآخر إذ لا يتأثر المعنى بإسقاط أحدهما

و الحشو : يتحقق بالزائد المتعين
◄ومنه قـول الشاعـر :
و أعلم علم اليوم و الأمس قبله و لكننى عن علم ما فى غد عم
و الحشو فيه قوله : ( قبله ) إذ لا فائدة له بعد كلمة ( أمس ) حيث لا يتأثر المعنى بإسقاطها












و الحشو نـوعـان :
(1) حشو لا يفسد المعـنى
◄و منه قول أبى العيال الهذلى :
ذكرت أخى فعاودنى صداع الرأس و الوصب

فإن كلمة ( الرأس ) هنا حشو معيب ، لأنه زيادة لا فائدة منها ،
و لم يترتب على زيادته فسادا فى المعنى
◄و منه قـول الشاعـر :
نحن الرؤوس و ما الرؤوس إذا سمت فى المجد للأقـوام كالأذناب
و الحشو فى قوله : ( للأقوام )

(2) حشو يفسد المعنى :
◄و منه قول المتنبى فى مصر :
و لا فضل فيها للشجاعة و الندى و صبر الفتى لولا لقاء شعـوب

و قد اعترض على البيت لأنه من المعلوم أن الشجاعة و الصبر فضيلتان محمودتان فى سياق الحديث عن توقع الموت بعد تيقنه فالشجاعة معينة على الإقدام ، و الصبر معين على تحمل المكاره ،
أما الندى فلا يظهر له أثر فى هذا السياق ، لأن تيقن الموت مدعاة إلى الجود و بذل المال استخفافا ،
و إنما يكون للندى فضل إذا علم الإنسان أنه سيخلد ، و حينئذ يشتد حرصه على المال ،
و خوفه عليه من النفاذ ، ومن هنا كان ذكر كلمة ( الندى ) فى هذا السياق مفسدا للمعنى 0

















أنــواع الإطـنـاب و أغــراضــه

ذكـر الخـاص بـعـد العـــــام

و فى هذا النوع يذكر الخاص أولا داخلا فى عموم جنسه ، ثم يذكر ثانيا وحده تعظيما له ،
و تنويها بشأنه
◄و منه قـولـه تعالى :
[ تنزل الملائكة و الروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هى حتى مطلع الفجر ]
فقد خص الروح الأمين ( جبريل ) فى الآية بالذكر منفردا أولا ، ثم ذكر داخلا فى عموم الملائكة
تكريما له ، و تعظيما لشأنه ، و كأنه جنس آخر ، و الغرض من ذلك : التنويه بشأن الخاص
◄و منه قـولـه تعالى :
[ إن الله يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذى القربى و ينهى عن الفحشاء
و المنكر و البغى ]
فقد ذكر إيتاء ذى القربى منفردا أولا ، ثم أعيد ذكره داخلا فى عموم الإحسان ،
و كذلك نجد أن المنكر و البغى يندرجان تحت الفحشاء
و الغرض من ذلك : التنويه بشأن الخاص
◄و منه قـولـه تعالى : [ حافظوا على الصلوات و الصلاة الوسطى ]
فالصلاة الوسطى أيا كانت فهى داخلة ضمنا فى الصلوات
◄و منه قـولـه تعالى :
[ من كان عدوا لله و ملائكته و رسله و جبريل و ميكال فإن الله عـدو للكافرين ]
فقد ذكر ( جبريل و ميكال ) منفردين أولا ، ثم أعيد ذكرهما ضمنا فى جنس الملائكة
تعظيما لهما و تنويها لشأنهما 0













التـــذيــــيـــل

هـــو : الإتيان بجملة مستقلة عقب الجملة الأولى تشتمل على معناها توكيدا لها ،
و هــو نوعـــــان :

(1) ضرب جار مجرى المثل :
و يكون كذلك إذا كانت جملة التذييل مستقلة بمعناها ،
مستغنية عما قبلها ، بحيث تتضمن حكما كليا ، فتجرى مجرى المثل فى الاستقلال ،
و كثرة الاستعمال

◄و منه قـولـه تعالى : [ و قل جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ]
فقد اكتمل المعنى الأصلى عند قوله تعالى : [ و قل جاء الحق و زهق الباطل ]
ثم جاء التذييل ، و هو قوله تعالى : [ إن الباطل كان زهوقا ] لتأكيد معنى الجملة السابقة عليه ،
و هو مستقل بمعناه لا يتوقف فهمه على فهم ما قبله
◄و منه قـول الحطيئة :
نزور فتى يعطى على الحمد ماله و من يعط أثمان المكارم يحمد
فالتزييل هنا : الشطر الثانى كله
◄و منه قـول إبراهيم بن المهدى يرثى ابنا له :
تبدل دارا غير دارى و جيرة سواى و أحداث الزمان تنوب
و التزييل فى قوله : ( و أحداث الزمان تنوب ) ، و هو ـ كما ترى ـ جار مجرى المثل

(2) ضرب غير جار مجرى المثل :
و يكون كذلك إذا لم تكن جملته مستقلة بمعناها ،
و لا يفهم الغرض منها إلا بمعونة ما قبلها ،
◄و منه قوله تعالى : [ ذلك جزيناهم بما كفروا و هل نجازى إلا الكفور ]
و التزييل هو قوله تعالى : [ و هل نجازى شغلا الكفور ] ، و قد سيق لتأكيد معنى الجملة التى قبله إلا أنه هنا يتوقف فهم معناه على فهم معنى الجملة التى قبله ، إذ لا يفهم المقصود إلا بمعونتها ،
لذا قيل إنه غير جار مجرى المثل

◄و منه قـول ابن نباتة :
لم يبق جودك لى شيئا أؤمله تركتنى أصحب الدنيا بلا أمل
و التزيل هنا هو قوله : ( تركتنى اصحب الدنيا بلا أمل )



◄و منه قول أبى تمام يعزى الخليفة فى ابنه :
تعز أمير المؤمنين فإنه لما قد ترى يغذى الصبى و يولد
هل ابنك إلا من سلالة آدم لكل على حوض المنية مورد
و فى قول أبى تمام تزييلان :
أولهما : ( هل ابنك إلا من سلالة آدم لكل على حوض المنية مورد ) ،
وهو غير جارمجرى المثل ، لعدم استقلاله
و ثانيهما قوله : ( لكل على حوض المنية مورد ) ،
و هو جار مجرى المثل

◄ومنه قـول الشاعـر :
فدعو نزال فكنت أول نازل و علام أركبه إذا لم أنزل

و إذا كان التذييل على ضربين : فإن التأكيد به على ضربين أيضا
الأول : ما يكون التزييل فيه تأكيدا لمنطوق الكلام السابق عليه ،
و هو يتحقق باشتراك ألفاظ الجملتين فى موادهما مع اختلاف النسبة فيهما

◄و منه قـولـه تعالى :[ و قل جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ]

و الثانى : ما يكون التذييل فيه مؤكدا لمفهوم الكلام السابق عليه ،
و يكون الاشتراك بين الجملتين فى الألفاظ
◄و منه قـولـه تعالى : [ و ما أبرئ نفسى إن النفس لأمارة بالسوء ]
فالجملة الأولى (و ما أبرئ نفسى ) تدل بمفهومها على أن النفس بطبيعتها ميالة للسوء ،
نزاعة للهوى بحيث لا تبرأ من الميل عن الجادة ، وهو ما يؤكد التزييل :
( إن النفس لأمارة بالسوء )
◄ومنه قـول الشاعـر :
و لست بمستـبـق أخا لا تلمه على شعـث أى الرجال المهذب
إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ظمئت و أى الناس تصفو مشاربه






المســاواة

هى : عرض المعانى فى ألفاظ مساوية لها ، بحيث لا يزيد بعضها على بعض ، و لا ينقص
و ميزان المساواة : أن يكون ذلك فى إطار ما جرى عليه العرف بين أوساط الناس فى تخاطبهم
و المقصود بأوساط الناس : هم الذين لم يرتقوا إلى درجة البلغاء ، و لم ينحطوا إلى درجة البسطاء ، و المساواة هى الأصل الذى يقاس عليه كل من الإيجاز و الإطناب
و من أمثلة المساواة :
◄قول طرفة بن العبد :
ستبدى لك الأيام ما كنت جاهلا و يأتيك بالأخبار من لم تزود

و كما ضم القرآن الكريم أروع نمازج الإيجاز و أروع نمازج الإطناب
فقد ضم أروع نمازج المساواة ،
◄و من أمثلتها :
(1) [ و ما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا و أعظم أجرا ]
(2) [ كل امرئ بما كسب رهين ] (3) [ من كفر فعليه كفره ]
(4) [ فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره ]

و كما تميز القرآن بالتنوع الأسلوبى تميزت السنة المطهرة كذلك ،
◄و من أمثلة المساواة فى السنة قوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ
[ إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى ]

فبالتدبر و إمعان النظر فى كل ما سبق نجد أن الألفاظ فيه على قدر المعانى ،
لا تنقص عنها و لا تزيد
و لو حاول أحد أن يزيد عليها لفظا واحدا : لكانت هذه الزيادة فضولا
و لو أراد أحد أن ينقص منها لفظا واحدا : لكان ذلك إخلالا و عبثا






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bebo2013.yoo7.com
 
الإيجاز و الإطناب و المساواة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فرسان الكلمة  :: اسلاميات :: المنتدى الأول :: لغويات :: نحو :: صرف :: بلاغة-
انتقل الى: