الإبدال (1)

الإبــــــــــــــــدال

أولا تـعـريــفـه
@ لغة : مصدر للفعل : أبدل الشيء من غيره إذا جعله فى موضعه و عـوضا عـنه
@ و اصطلاحا : جعل حرف مكان آخر مطلقا سواء كانا صحيحين ، أو معتلين ، أو مختلفين
◄فمثال الصحيحين : ( مدكـر ) ، و أصله : مذتكر ، ثم أبدلت التاء دالا فصار ( مذدكر ) ، ثم أبدلت الذال دالا ، و أدغمت فى الدال 0
◄و مثال المعتلين : ( قـال ) ، و أصله : ( قــول ) [ بفتح القاف و الواو ]
تحركت الواو و انفتح ما فبها فأبدلت ألفا
◄و مثال المختلفين : ( دينار ، تراث ) ، و أصهما ( دنــار [ بتضعيف النون ] وراث )

@ و تعريفه عند الرضى : جعل حرف مكان آخر غير حروف العلة و الهمزة

@ و على هذا التعريف : يكون جعل حرف من حروف العلة ،
أو الهمزة مكان حرف منها يسمى قلبا

ثـانـيــا أحـرفــه :
للإبدال تسعة أحرف هى التى جمعها ابن مالك فى قوله : ( هدأت موطيا )

ثـالثـا أنـواع الإبـدال

للإبدال ثلاثة أنواع هـــى :

الأول : إبدال قياسى : وهو الذى يكون بأحرف الابدال التسعة
◄مثل : ( السماء ) [ بإبدال الواو همزة ] ، ( بنى ) [ بإبدال الياء ألفا ]

و الثانى : إبدال قليل ، و غير قياسى كإبدال الياء المشددة جيما فى لغة قضاعة
◄مثل : ( عـلى : عـلـج ) ،( العـشى : العـشج ) ،

و الثالث : إبـدال شاذ مثل إبدال النون لاما فى كلمة ( أصيلان : أصيلال ) مثل :

وقـفـت بها أصيلالا أسائلها ♫ أعيـت جوابا وما بالربع من أحد
الشاهـد فـيـه : ( أصيلالا ) : حيث أبدل الشاعـر نـون ( أصيلان ) لاما ، وهـو إبـدال شاذ
إبـدال أحـرف العـلة هـمـزة

المـواضـع التـى تـشـتـرك فـيـهـا الواو ، و اليـاء ، والألـف

المـوضـع الأول

قـال ابـن مالـك ـ رحـمـه الـله تـعـالــى ـ
فـأبـدل الهـمزة من واو و يا
آخـرا اثـر ألـف زيـد 000000000000000

تقلب أحرف العلة الثلاثة ( الألف ، الياء ، الواو ) همزة إذا تطرفت حقيقة ،
أو حكما بعد ألف زائدة :
◄فمثال التطرف الحقيقى للواو : ( السماء ، الصفاء ، أعداء ) [
بإبدال الواو همزة لتطرفها حقيقة بعد ألف زائدة ، أصلها [ السماو ، الصفاو ، أعداو ]

◄و مثال التطرف الحقيقى للياء : ( بناء ، حياء ، بكاء ) لأن أصل ( بناء ) : بناى ،
و أصل ( حياء ): حياى ، و أصل : ( بكاء ) : بكاى

◄و مثال التطرف الحقيقى للألف : ( صحراء ، زرقاء ، حمراء ، بيضاء )
لأن الهمزة فى كل كلمة منها مبدلة من ألف التأنيث الواقعة بعد الألف الزائدة للمد
فأصلها : ( صحراا ، زرقاا ، بيضاا )

◄و مثال التظرف الحكمى للواو : ( اصطفاءة ، غزاءان ، غزاءون )

◄و مثال التطرف الحكمى للياء : ( سقاءة ، بناءان ، بناءون )
و ذلك لأن التاء للفرق بين المذكر و المؤنث ، وألف المثنى ، و واو الجمع ليستا من بنية الكلمة
فهو تطرف حكمى لأن كلا من تاء التأنيث ، و ألف المثنى ،
و واو الجماعة : ليست من بنية الكلمة

@ فإن لم تتطرف الواو حقيقة ، و لا حكما : لم تبدل ، بل تبقى كما هى
◄مثل : ( التجاوب )


@ وإن تطرفت و لم تقع بعد ألف زائدة : لم تبدل و تبقى كما هى مثل : ( دلو )

@ و إن كانت التاء بعدها من بنية الكلمة : لم تكن الواو متطرفة حقيقة ، و لا حكما ◄مثل : ( علاوة ، هراوة ) و ذلك لأن التاء فيهما لم تأت للفرق بين المذكر و المؤنث
لأنهما لا مذكر لهما

@ و كذلك لا تبدل الياء همزة إن لم تتطرف مثل : ( التسايف )
أو لم تسبق بألف زائدة مثل : ( ظبى )

@ و لا تبدل الياء همزة ان لم تتطرف حقيقة ، و لا حكما : ◄مثل : ( هداية ، رعاية ) ، و ذلك لأن التاء فيهما لم تأت للفرق بين المذكر و المؤنث
لأنهما لا مذكر لهما



المـوضــع الثــانــى

إن وقـع حـرف العـلة بـعـد ألـف فـعـائـل ، و شـروطـه

قـال ابـن مالـك ـ رحـمـه الـله تـعـالــى ـ :
و الـلذ زيـد ثـالثـا فـى الواحـد هـمزا يـرى فـى مثـل كـالقـلائـد

تبدل أحرف العلة همزة إن وقع أحدها بعد ألف مفاعل و كان فى المفرد مدة زائدا
◄ فمثال الواو التى أبدلت : ( عجائز ، حلائب )
فأصل مفرديهما : ( عجوز، حلوبة ) ثم صارا فى الجمع : ( عجاوز ، حلاوب ) ،
ثم أبدلت الواو فيهما همزة فصارا عجائـز ، حلائـب )

◄و مثال الواو التى لم تنطبق عليها الشروط :
(1) ( جداول ) : لأن الواو ليست حرف مد ساكن فى المفـرد فمفـردها : ( جدول )
(2) ( جواهـر ) : لوقـوع الواو قـبـل ألف فعائل

◄ و مثال الياء التى أبدلت همزة : ( قصائد ، فرائض ) فأصلهما : ( قصيدة ، فريضة ) والأصل فى جمعهما : ( قصايد ، فرايض )
فأبدلت الياء فيهما همزة لوقوعها بعد ألف فعائل فصارا : ( قصائد ، فرائض )

◄و مثال الياء التى لم تنطبق عليها الشروط :
(معايش ، مخايط ) لأن الياء أصلية فى المفرد ، و ليست حرف مد زائد فهى عين الكلمة
فأصل مفرديهما : ( معيشة ، مخيط ) على وزن ( مفعـلة )
◄و مثال الألف التى أبدلت همزة : ( رسائل ، قلائد ) ، و أصل الجمع : ( رساال ، قلااد ) فمفردهما : ( رسالة ، قلادة ) ، و قد وقعت الألف بعد ألف ( مفاعل ) ،
و كانت فى المفرد حرف مد زائد فأبدلت همزة فى الكلمتين فصارتا : ( رسائل ، قلائد )

◄و مثال الألف التى لم تنطبق عليها الشروط : ( مفاوز ، مطاير )
لأن مفرد الأولى : ( مفازة ) ، و مفرد الثانية : ( مطار )
فالألف فى المفردين عين الكلمة فهى ليست زائدة

@ و قد شذ ابدال الألف فى : ( منائر ) إلى همزة لأنها أصلية فى المفرد
فهى عين الكلمة لأن مفردها ( منارة ) على وزن : ( مفعلة )

مواضـع إبـدال الـواو ، و اليـاء هـمـزة

الموضع الأول : ان وقع أحدهما عينا لاسم فاعـل ، و قـد أعـل فى فعـله

قـال ابـن مـالـك ـ رحـمـه الـله تـعـالــى ـ
000و فـى فـاعـل ما أعـل عـيـنـا ذا اقـتـضـى

يبدل كل من الواو ، والياء همزة إن وقع عينا لاسم فاعل ثلاثى أعل فى فعله
◄فمثال الواو : ( قائل ، زائر ، خائف ) و أصلها : ( قاول ، خاوف ، و زاور )
لأن أفعالها : ( قال ، زار ، خاف ) ، و قد أعلت الواو فيها الى الألف
فأصلها : ( قول ، زور ، خوف ) لأنها من : ( القول ، الخوف ، الزور )

◄و مثال الياء : ( ضائق ، خائب ، سائر )
فأصلها : ( ضايق ، خايب ، ساير ) وهى من : ( الضيق ، الخيبة ، السير ) ،
و قد أعلت فى الماضى : ( ضاق ، خاب ، سار )

◄و مثال الواو التى قد سلمت من الابدال :
( خاوية ، عاور ) لأن الواو لم تعل الى الألف فى فعليهما : ( خوى ، عور )

◄و مثال الياء التى قد سلمت من الابدال :
( صايد ، عاين ) لأن الياء لم تعل فى فعليهما : ( صيد ، عين )

المـوضـع الثـانــى
إن وقـعـت االيـاء ، أو الواو ثـانى حـرفـيـن ليـنـيـن بـيـنهـما ألـف مفـاعـل

قـال ابـن مـالـك ـ رحـمـه الـله تـعـالــى ـ :
كـذاك ثـانـى ليـنـيـن اكـتـنـفـا مـد مفـاعـل كـجـمـع نـيـفـا

فمن أمثـلة الواو : (1) ( أوائل ) مفردها : ( أول ) ،و أصل جمعها : ( اواول ) ،
و قد وقعت الواو ثانى لينين بينهما ألف : ( مفاعل ) فأعلت الى الهمزة
(2) ( سيائد ) مفردها : ( سيد ) و أصل جمعها ( سياود )،
و قد وقعت الواو ثانى لينين بينهما ألف ( مفاعل ) فأعلت إلى الهمزة
(3) ( جوائز ) مفردها : ( جائزة ) و أصل جمعها : ( جواوز ) ،
فقد وقعت الواو ثانى لينين بينهما ألف مفاعل فأعلت إلى الهمزة

@ ومن أمثلة الياء :
(1) ( بيائع ) فمفردها : ( بيع ) و أصل الجمع : ( بيايع )
فقد وقعت الياء ثانى لينين بينهما ألف مفاعل فأعلت إلى الهمزة
(2) ( صوائد ) مفردها : ( صائدة ) ، و أصل الجمع : ( صيايد ) ،
و قد وقعت الياء ثانى لينين بينهما ألف ( مفاعل ) فأعلت إلى الهمزة
(3) ( نيائف ) مفردها : ( نيف ) ، و أصل الجمع : ( نيايف ) ،
و قد وقعت الياء ثانى لينين بينهما ألف ( مفاعل ) فأعلت إلى الهمزة
◄ و من أمثلة ما سلم منهما ، و عــلة سلامته :
( طواويس ، نواويس ، بياييع ) لاجتماع حرفى العلة فى جمع على وزن :
( مفاعيل ) ، و ليس : ( مفاعل )

@ و قد شذ إبدال الياء همزة فى الجمع الذى على وزن ( مفاعيل ) ،
◄ومنه : ( فيها عيائيل أسود و نمر ) فهو من الضرورات الشعرية
◄ و من الشاذ أيضا قول الشاعــر :
(و كـحـل العـيـن بالعـواور )

حيث سلمت الواو فى ( عـواور ) من الإبدال ،
و حقها الإبدال لوقوعها ثانى لينين بينهما ألف : ( مفاعل ) ،
و قيل أصلها : ( عواوير ) لأنه جمع عوار ، و حذفت ياؤه للضرور

إبـدال الــواو هـمــزة
( هــذا المـوضـع خـاص بـالواو )


قـال ابـن مالـك ـ رحـمـه الـله تـعـالــى ـ :
و هـمـز أول الـواويـن رد فـى بـدء غـيـر شـبـه وفـى الأشـد

إن اجتمعت واوان فى صدر الكلمة ، و لم تكن الثانية مدة : وجب قلب الأولى همزة مثل :
(1) ( أولى ) : مؤنث أول ، و أصلها : ( وولى ) فقد اجتمعت واوان فى صدر الكلمة
فسبب ذلك ثقلا فتعين إبدال الأولى منهما همزة للتخفيف فصارت : ( أولى )

(2) ( أول ) [ بضم الهمزة ] ( جمع أول ) ، و أصلها : ( وول )
فحدث فيه ما حدث بسابقتها

(3) ( أواصل ) : [ جمع واصلة ] و أصلها : ( وواصل ) فحدث فيها ما حدث بسابقتيها

◄و مثال الواو التى لا يجب فيها الاعلال :
( ووفى ) [ فعل ماض مبنى الى المجهول من الفعل وافى ] فالواو الثانية ساكنة ،
و لكنها عارضة غير متأصلة فجاز في الأولى وجهان :

الأول : ابفاؤها كما هى فيقال : ( ووفى )

الثانى : اعلالها همزة : فيقال : ( أوفى )