فرسان الكلمة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اسلامى - لغويات- معارف عامة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
الاستفهام الله
المواضيع الأخيرة
» قطر الندى و بل الصدى
الفصل السادس Icon_minitime1الأربعاء أغسطس 27, 2014 5:06 pm من طرف Admin

» عدد أحرف القرآن الكريم
الفصل السادس Icon_minitime1الجمعة يوليو 25, 2014 12:23 pm من طرف Admin

» من أسرار القرآن (8)
الفصل السادس Icon_minitime1الثلاثاء فبراير 18, 2014 3:19 am من طرف Admin

» من أسرار القرآن (7)
الفصل السادس Icon_minitime1الثلاثاء فبراير 18, 2014 3:11 am من طرف Admin

» من أسرار القرآن (7)
الفصل السادس Icon_minitime1الثلاثاء فبراير 18, 2014 3:07 am من طرف Admin

» من أسرار القرآن (6)
الفصل السادس Icon_minitime1الثلاثاء فبراير 18, 2014 3:04 am من طرف Admin

» من أسرار القرآن (5)
الفصل السادس Icon_minitime1الثلاثاء فبراير 18, 2014 3:01 am من طرف Admin

» من أسرار القرآن (4)
الفصل السادس Icon_minitime1الثلاثاء فبراير 18, 2014 2:58 am من طرف Admin

» من الآيات القرآنية
الفصل السادس Icon_minitime1الثلاثاء فبراير 18, 2014 2:56 am من طرف Admin

سبتمبر 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
      1
2345678
9101112131415
16171819202122
23242526272829
30      
اليوميةاليومية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني




 

 الفصل السادس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 143
تاريخ التسجيل : 13/09/2013

الفصل السادس Empty
مُساهمةموضوع: الفصل السادس   الفصل السادس Icon_minitime1الأحد أكتوبر 06, 2013 6:27 am

الفصل السادس
التأثير و التأثر






















أولا التأثر :-
لقد استطاع الطبرسى أن يدرس كل ما توفر له فى مختلف العلوم و الفنون دراسة متأنية واعية وخاصة علوم النحو وما تفرع منها من بلاغة ،واستطاع أن يأخذ الإشارات البلاغية منها الموجودة فى كتب النحو ،أن يأخذ لنفسه قاعدة ينطلق و يسير على هديها فى تفسيره لآيات القرآن الكريم
كما أنه لم يكن ناقلا فحٍسب ،بل تراه ينقل ويؤيد بالدليل وينقد ويرفض بالدليل كذلك ،وإن وجد فى المسألة عدة آراء ، رجح ما تطمئن نفسه إليه وبالدليل أيضا ،وإن لم يجد بين الأراء تعارض يتوخى التوفيق بينها قدر المستطاع،وله آراء مستقلة و ومضافة إلى الأراء السابقة
وإذا كان الطبرسى كما سبق متأثرا بالسابقين فى مختلف العلوم ،فسوف يقتصر الحديث هنا عن علم البلاغة و خاصة علم المعانى الذى هو محل البحث خشية الحشو و التطويل
الزجاج (1)
الزجاج نحوى معروف و مشهور ،و الطبرسى قد تأثر به فى مواضع كثيرة منها فى المفردات،أن القرآن يستخدم حرفا دون آخر وإن كان كلاهما يصح لأداء الغرض لأن المستخدم أوكد من المتروك ،وذلك فىاستخدام (أو) بدل (الواو) فى قوله تعالى { ولا تطع منهما آثما أو كفورا} نقل الطبرسى ذلك عن الزجاج (2)
ويستخدم القرآن حرف الواو حيث لا تصلح الفاء نقله الطبرسى عن الزجاج عن سيبويه (3) عند إعراب قوله تعالى { هذا فراق بينى و بينك }(4) وذكر الزجاج زيادة (إذ) فى قوله تعالى { وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة }(3) ردا على أبى عبيدة ما دامت تحمل معنى وهو الوقت (4) وقد سبق نفى زيادة الحروف فى القرآن الكريم ،و الرد على من أثبتها
وكذلك تأثر به فى ذكر الفائدة من نداء الحسرة وذلك فى قوله تعالى { ياحسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون } (5) حيث بين أنه من باب التنبيه (6)
وفى مجئ ضمير الفصل للتوكيد وذلك فى قوله تعالى { قال ان ترن أنا أقل منك مالا وولدا} (7)
بعد أن ذكر الطبرسى مقدرا جواب (لو) فى قوله تعالى { ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض } (Cool إلى آخر الآية و هو : لكان هذا القرآن ،ذكر بعد ذلك تقدير الزجاج للجواب المحذوف وهو : لما آمنوا ،وسبق التوفيق بينهما (9)
وعند تفسير الطبرسى لقوله تعالى { إنما جزاء الذين يحاربون الله و رسوله }(10) نقل عن الزجاج تفسير (إنما) ( ما وإلا) أى ما جزائهم إلا هذا (11)
وفى خروج الاستفهام عن معناه الحقيقى إلى التعجب فى قوله تعالى { كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم } (12) فالطبرسى متأثر فيه بالزجاج ونقله عنه يثبت ذلك و يدل عليه ،ويحسب له عدم اكتفائه بالنقل بل أضاف إليه التقدير المتناسب مع هذا الاستفهام الذى يعنى به التعجب (13)
ومن يرجع إلى هذه النقول فى أماكنها يعلم إضافة الطبرسى للإشارات المؤجزة وتتبعها بالتحليل و التعقيب ،و المقارنة بما قاله الغير وهذا مجهود ليس بالهين ولا اليسير
---------------------------------------------------------------------------------------------








ابن قتيبة :- (1)
وقبل ذكر المواضع التى تأثر فيها الطبرسى بابن قتيبة تجدر الإشارة إلى أن الطبرسى ينقسم تأثره بالسابقين إلى قسمين قسم تأثر به تأثرا مباشرا ويتجلى هذا فى النقل ونسبة المنقول لصاحبه ،و القسم الثانى وهو تأثر غير مباشر ويتسم بعدم النقل وعدم النسبة و يظهر هذا من خلال المقارنة بما قاله الطبرسى فى المجمع وما قاله غيره فى مؤلفه وابن قتيبة يعد من القسم الثانى
ومن المواضع التى تأثر فيها الطبرسى بابن قتيبة خروج الأمر عن حقيقته إلى معان أخرى تفهم من سياق الكلام و منها التهديد والتأديب ، و الإباحة ،و الغرض ،وهذه أمور التى خرج الأمر إليها فى بعض ما ذكره الطبرسى فى مجمع البيان مما يدل على أنه قد أخذه و كمله (2)
وذكر ابن قتيبة فى كتابه (تأويل مشكل القرآن ) من المعانى التى يخرج إليها الاستفهام التقرير ،و التعجب ،و التوبيخ ،وهذه الأمور الثلاثة التى ذكرها الطبرسى وزاد عليها أغراضا كثيرة (3)
ويضا تحدث ابن قتيبة عن الالتفات فى قوله تعالى { حتى إذا كنتم فى الفلك وجرين بهم (4)
وأيضا قد تأثر الطبرسى بابن قتيبة فى الغرض من التكرار فى قوله تعالى { فبأى آلاء ربكما تكذبان } (5) حيث بين ابن قتيبة أن الغرض من التكرار هو التذكير بنعم الله عليهم و التقرير بالحجة ،,هذا المعنى نقله الطبرسى إلا أنه لم يعذوه لصاحبه (6)
ويذكر ابن قتيبة أن الغرض من تكرار القصص و الأنبياء فى القرآن الكريم تجديد للموعظة وتنبيه للقلوب من الغفلة و غير ذلك من الأغراض التى ذكرها وقالها الطبرسى (7)
الرمانى :- (Cool
و الطبرسى قد أفاد كثيرا من الرمانى و خاصة فى إعجاز القرآن الكريم يبين الرمانى أنه معجز من سبع جهات و سبق ذكرها و الطبرسى من خلال كلامه المتفرق عن الإعجاز عند تفسير الآيات الخاصة بذلك تلمح أنه موافق للرمانى فى الجهات التى ذكرها و متأثر به فيها إلا الصرفة التى لم يرتضها وتكفل بالرد عليها (9)
سبق القول أن الطبرسى مؤيد لزيادة الحروف فى القرآن فبعد أن ذكر الزيادة فى قوله تعالى { كفى بالله شهيدا بينى و بينكم } (10) نقل كلام على بن عيسى وهو دخول الباء لتحقيق الإضافة ،أى التوكيد (11)
وتأثر به فى تقديم الجملة التى من حقها التأخير فى الظاهر وذلك للاهتمام ،وشدة العناية عند تفسيره لقوله تعالى { وه الذى يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه } (12) فقدم ما جرحتم بالنهار على البعث فيه (13)
----------------------------------------------------------------------------------------------












وأيضا فى خروج الأمر عن حقيقته إلى التفخيم و التعظيم أو التسهيل و التهوين ،عند تفسيره لقوله تعالى { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون } (1) نقله عن الطبرسى ونسبه لعلى بن عيسى
وأيضا تأثر به عند تعليله لدخول ( الواو ) فى قوله { ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم } وعدم دخولها فى قوله { ويقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم } (2)
سيبويه (3)
وتأثر الطبرسى بسيويه فى المباحث النحوية بالإعراب كان كثيرا،أما تأثره به فى المباحث البلاغية المتعلقة بعلم المعانى فكان قليلا ،وهذا راجع إلى أن المباحث البلاغية عند النحاة لم تكن استوت على سوقها ولم تصطبغ بالصبغة البلاغية التى عرفت فيما بعد
وقد ذكرت فيما سبق أن الطبرسى تأثر بالزجاج فى أن التعبير (بأو) أوكد من التعبير ( بالواو ) فى قوله تعالى { ولا تطع منهم آثما أو كفورا}(4) وبعد ذلك يذكر رأى سيبويه الذى يعنى به التعبير بالواو يؤدى إلى عدم حرمة طاعتهما ،وهذا المعنى غير مراد .
وينقل رأى البصير النحوى أن ( أو) فى النفى تعمم أما فى الإثبات فهى للتخيير .
ثم ينقل رأى ابن كيسان (5) فى عدم طاعتهما لأن أحدهما بمنزلة الأخر ألا ترى أن الآثم مثل الكفور فى هذا المعنى (6)
وبهذه النقول يريد الطبرسى أن يدلل على دقة القرآن فى اسنخدام (أو) وعدم استخدام (الواو)
ونقل الطبرسى عن الزجاج عن سيبويه كما سبق أن الواو أولى من الفاء فى قوله { هذا فراق بينى و بينك } لأن الواو تفيد الاجتماع و الفاء تفيد أن يأتى الثانى أثر الأول (7)
ويتأثر بسيويه فى تقدير المحذوف من قوله تعالى { ومثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح }(Cool
الفراء :(9)
وهو من الذين تأثر بهم مباشرا وغير مباشر أما تأثره غير المباشر ففى حذف المبتدأ فى قوله تعالى { براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين }(10)
فقد رأيناه ينقل عنه ولا ينسب إليه (11)
وأيضا فى حذف الفعل من قوله تعالى { وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا } (12) أى يقولان (13) وهو ينقل عنه ولم ينسب إليه كذلك (14)
أما تأثره المباشر يتمثل فى نقله عنه تقدير المضاف المحذوف من قوله تعالى { مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد }(15) أى : مثل أعمالهم (16) وقد نسب الطبرسى ما نقله هنا إلى الفراء
وتأثر به فى نقله لما قاله الفراء عن السر فى دخول الواو (16) فى قوله تعالى { وفى ذلكم بلاء من ربكم عظيم } (17)
----------------------------------------------------------------------------------------------









أبى على الفارسى (1)
وكان تأثر الطبرسى بأبى على الفارسى كثيرا جدا فى حجج القراءات المحتملة من حيث أوجه الإعراب أو اختلاف اللهجات أو غير ذلك ،ومنها نقله عنه ونسبته (2) إليه ،إدغام التاء فى الصاد ،و الزاى ،والزال ، لاتحاد المخارج أو قربها فى قوله تعالى {و الصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا} (3) وكذلك فى خروج الاستفهام عن حقيقته إلى التقريع و التوبيخ على قراءة فتح الهمزة فى قوله { أصطفى البنات على البنين} (4)
ومما يدل على اهتمام الطبرسى بالمباحث البلاغية فى مجمع البيان نقله لقلعدة الفصل و الوصل عن أبى على الفارسى وتلخيصها و تهذيبها ،وتطبيقها فى مواضع كثيرة (5)
وتلك القاعدة تعد مرجعا هاما لكل البلاغيين الذين جاءوا بعد أبى على ،فلم يكن لهم كبير زيادة ، اللهم إلا حسن التطبيق وكثرته واطلاق الأسماء على تلك الأقسام وهذا يرشدنا أيضا إلى وجود المباحث البلاغية بغذارة لدى السابقين
ابن جنى (6)
تأثر به الطبرسى كثيرا ونقل عنه ونسب إليه فى المباحث النحوية أما البلاغية فتأثره به قليل
ومنها أن القرآن ،أثر التعبير بفعل يريد دون يكاد فى قوله تعالى { يريد أن ينقض فأقامه } (7)
لأنه أقوى فى وقوع الفعل (Cool وتضعيف الفعل يدل على زيادة المعنى و المبالغة نقل ذلك عن ابن جنى عند ذكره للقراءة الشاذة فى قوله تعالى { وإذ فرقنا بكم البحر }(9) بتشديد الراء فمعناه جعلنا فرقا و التخفيف يعنى به شققنا (10)
وتأثر به فى ذكر حجة قراءة تسكين السين ورفع الباء فى قوله تعالى { أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادى من دونى أولياء } (11) ،(12)
-----------------------------------------------------------------------------------------------




















وعند حديثه عن النظم متأثر بعبد القاهر بل نراه يسير على دربه فى مفهومه لنظرية النظم وهو لا يقصرها على فن من فنون البلاغة ،و أيضا فى كونه وجها من وجوه الإعجاز (1)
وأيضا حذا حذوه فى إبطاله للصرفة وعدم رضاه أن تكون وجها من وجوه الإعجاز ورد على أصحابها كما فعل إمام البلاغة قبله (2)
وتأثر بعبد القاهر فى حذف المفعول (3) وتأثر به فى المجاز العقلى وقيمته البلاغية (4)
هؤلاء هم الذين كان تأثير الطبرسى بهم بينا وواضحا وملموسا أما الذين قل تأثره بهم فى المباحث البلاغية فمنهم ( المرتضى ) الذى سبق أن نقله عنه رده الشبهة التى حامت حول القرآن الكريم من أن به نقصا ،أو تحريفا ،وكذلك تأثر به عندما رجح رأيه على رأى أبى مسلم فى تفسير معنى الموزون فى قوله تعالى { وأنبتنا فيها من كل شئ موزون } (5) ولا غرابة فى ترجيحه لرأى المرتضى على رأى أبى مسلم لما بينهما من الاشتراك فى المذهب العقدى (6)
ومنهم الجبائى الذى نقل عنه تفسير أمر الله فى قوله { أتى أمر الله } (7) بالقيامة ليكون الماضى قد وضع موضع المضارع (Cool
ومنهم ابن الأنبارى (9) فى إيثار الاسم العلم على الضمير فى قوله تعالى { قالوا أئنك لأنت يوسف قال أنا يوسف } (10) أى لم يقل أنا هو (11) وتأثر به خروج الاستفهام عن معناه الحقيقى إلى التعظيم فى قوله تعالى { قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف }(12) والمراد تعظيم القصة (13)
ونقل عن أبى عبيده (14) زيادة (إذ) فى قوله تعالى { وإذ قال ربك للملائكة }(15) وسبق إنكار الزجاج عليه ذلك والطبرسى لم يعلق ولم يرجح (16)
ومنهم المبرد (17) الذى نقل عنه تقدير المشار إليه فى قوله تعالى { ذلك الكتاب لا ريب فيه } (18) ونقل عن الفراء و الجبائى المراد بالمشار إليه أيضا (19)
ومنهم الحسن البصرى فى خروج الأمر عن حقيقته إلى الاستحباب فى قوله تعالى { وأشهدوا إذا تبايعتم } (20) وهذا خلاف لأهل الظاهر الذين يروا فرضية الإشهاد (21)
وتأثر بالباقلانى (22) فى وجوه الإعجاز (23) وفى حذف جواب الشرط فى قوله تعالى { ولو أن قرآنا سيرت به الجبال ..................} (24) (25)
ومنهم أبو هلال العسكرى (26) فى مبحث لإيجاز القصر (27)
وتأثر بالأخفش (28) فى تقدير المجاز وبيانه (29) فى قوله تعالى { وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك و بين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا } (30)
هذه المواضع التى تأثر فيها الطبرسى بمن سبقوه توخيت فيها الإيجاز قدر المستطاع وذلك لأنها قد وردت فى مباحثها مفصلة ،غير لأصحابها حينا ومعزورة أحيانا ،وحرصت كل الحرص على إحالة القارئ إلى الموضع التأثر فى هذا البحث إذا أراد المزيد أو المقارنة
---------------------------------------------------------------------------------------------










ثانيا التأثير :-
أما تأثير الطبرسى فيمن جاء بعده فقد كان قليلا وفى الكتب المستقلة التى عنيت بدراسة البلاغة فقد كان منعدما ، وهذا لا يقلل من مكانته العلمية ولامن قيمة مؤلفاته ،وإن كانت الغذارة العلمية سببا من أسباب التأثر بالغير إلا أنها لا تكفى وحدها بل لا بد من عوامل مساعدة متى توافرت كثر التأثر ومتى قلتأو انعدمت أو انعدم معها التأثر . فكم من علماء نبغوا فى بعض العلوم وقل من تأثر بهم ،وكم من علماء كانوا أقل منهم علما إلا أن تأثر اللاحقون بهم ،كان كثيرا وواضحا ،ومن أبرز وأهم الأسباب التى دعت إلى قلة من تأثروا به
1- معاصرة الطبرسى لكثير من المفسرين وفى مقدمتهم الزمخشرى الذى كان اهتمامه بالمباحث البلاغية واضحا ودراساته لها بعمق ودقة و شمول فكانت تغنى المهتم بها عن غيره أما فى مجمع البيان فلم تتسم تلك المباحث بما اتسمت به فى الكشاف كما أثبتت هذه الدراسة فى مواضع متعددة وأيضا كان الطبرسى معاصرا لأبن عربى صاحب ( أحكام القرآن) وابن عطية صاحب ( المحرر الوجيز) ،و البغوى صاحب ( معالم التنزيل )
2- تشيع الطبرسى ،فمعظم المفسرين من أهل السنة لا يأخذون من الشيعة لإنحرافهم فى بعض المبادئ أللهم إلا إذا دعت الضرورة فى مقام الرد والمعتزلة يأخذون عن أهل الاعتزال وما أكثرهم
3-إن الذين تأثر بهم الطبرسى فى المباحث البلاغية كالمبرد ،و الزجاج ،وابن جنى والرمانى ،و الباقلانى ،وغيرهم قد نوافرت مصنفاتهم للاحقين فهم ليسوا فى حاجة ليأخذوا ممن أخذ عن الغير
الزمخشرى :-
كان الطبرسى معاصرا للزمخشرى حيث توفى الزمخشرى سنة 538هـ فهل تأثر الطبرسى بالزمخشرى أم تأثر الزمخشرى بالطبرسى
أولا : أنفى تماما أن يكون الطبرسى قد تأثر بالزمخشرى فى تفسيره ( مجمع البيان) وذلك لأنه حتى فراغه من المجمع لم يطلع على الكشاف حيث يقول فى مقدمه كتابه ( جوامع الجامع) "أما بعد : فإنى لما فرغت من كتابى الكبير فى التفسير المرسوم ( بمجمع البيان لعلوم القرآن ) ثم عثرت من بعد على ( الكشاف لحقائق التنزيل ) لجار الله العلامة ،واستصلحت من بدائع معانيه وروائع ألفاظه ومبانيه ما لا يلقى مثله فى كتاب ." (1) وأيضا خلو ( مجمع البيان ) من كثير من الأسرار البلاغية التى اشتمل عليها ( الكشاف) ولم توجد أى إشارة تدل على تأثر الطبرسى بالزمخشرى فى المباحث البلاغية
أما تأثره به فى كتابه جامع الجامع فهو واضح وجلى فاعترف الطبرسى فى مقدمه جوامع الجامع كما سبق تدل على ذلك كما أن الطبرسى عمد إلى (الكشاف) فاختصره اختصارا وبالمقارنة بينهما وجدت أن الجمل و العبارات منقولة بنصها من غير زيادة ولا إضافة إلا فيما يتعلق بالمسائل العقدية المتعلقة بالتشيع ،ولكن الاختصار بهذه الطريقة من غير إخلال ولا تقصير أمر ليس بالهين ولا اليسير فهو يحسب له ويحمد عليه
ثانيا :كما نفيت فيما سبق ان يكون الطبرسى قد تاثر بالزمخشرى فكذلك هنا انفى ان يكون الزمخشرى قد تأثر بالطبرسى وكلى ثقة فى هذا النفى – وذلك لأن الزمخشرى بدأ فى تفسير الكشاف سنه 526هـ وفرغ من تأليفه سنه 528هـ والطبرسى فرغ من كتابه ( مجمع البيان) سنة 356هـ(2) فهل يعقل أن يأخذ الزمخشرى من الطبرسى وقد فرغ من الكشاف قبل أن يفرغ الطبرسى من مجمع البيان بثمان سنوات .، وربما قبل أن يبدأ الطبرسى من تصنيف كتابه . وعبارة الطبرسى السابقة توحى بأن الكشاف كان موجودا مؤلفا إلا أنه لم يعثر عليه إلا بعد فراغه من تصنيف كتابه .
--------------------------------------------------------------------------------------------
1- جوامع الجامع المقدمة ج 1 ص 12 2- مجمع البيان ج 1 ص 54 المقدمة

كما أن الكشف لا توجد فيه إشارة توحى بأن صاحبه قد تأثر بالطبرسى ،وما وجد فيه من اتفاق فى الأسرار البلاغية فهو من الموافقات ،أو أن الزمخشرى رجع إلى نفس المصادر التى أخذ منها الطبرسى وهو كذلك لا ريب ،و الدراسات الحديثة المتعلقة بكشاف الزمخشرى ،مثل ( البلاغة القرآنية فى تفسير الزمخشرى) للدكتور محمد أبو موسى ،و منهج الزمخشرى فى تفسير القرآن ) للدكتور مصطفى صادق الجوينى وغيرهما لم تثبت المصادر التى رجع إليهما الزمخشرى ( مجمع البيان) بل أثبتت نفس المصادر التى رجع إليهما الطبرسى
الألوسى :- (1)
فى كتابه الكبير (روح المعانى ) تأثر الألوسى تأثرا واضحا و مباشرا بالطبرسى كما أن اسم الطبرسى تردد كثيرا جدا فى هذا الكتاب وتأثره به لم يكن فى فن واحد من فنون التفسير بل تأثره به كان شاملا لكل فن ،فتأثر به فى أمور العقيدة ،وفى المسائل الفقهيه وفى المباحث اللغوية و البلاغية وغيرها ،ولم يقف الألوسى من الطبرسى موقف المؤيد دائما بل ينقل رأيه ورأى غيره ويرجح رأيه على رأى الغير إن راقه ذلك ويرجح رأى الغير إن ظهر صوابه وسوف يقتصر التركيز هنا على تأثره به فى مباحث علم المعانى التى محل البحث
الأسماء :-
يذكر الألوسى ما ذكره الطبرسى نقلا عن المرتضى (2) فى المراد بمعنى الموزون فى قوله تعالى { وأنبتنا فيها من كل شئ موزون } (3) يقول الألوسى :" أى : مقدر بمقدار معين تقتضيه الحكمة ،فهو مجاز مستعمل فى لازم معناه أو كناية .، أو : من كل شئ مستحسن متناسب ،من قولهم :كلام موزون وأنشد المرتضى فى دوره لهذا المعنى قول عمر ابن أبى ربيعة
وحديث الذه وهو مما تشتهيه النفوس يوزن وزنا
وقد شاع استعمال ذلك فى كلام العجم و المولدين ،فيقولون :قوام موزون ،أى : متناسب معتدل ، أو ماله قدر واعتبار عند الناس فى أبواب النعمة ،وقال ابن زيد : ما يوزن حقيقة كالذهب و الفضة (4)
ولم يكتف الألوسى بما نقله الطبرسى بل ذكر عدة آراء ولكن تعليقه يوحى بميله لرأى المرتضى الذى إرتضاه الطبرسى
و أيضا ينقل رأيه (5) فى صيغة المبالغة وإفادتها التكثير فى قوله تعالى { إن الله لا يحب من كان خوانا آثيما } (6) أى كثير الخيانة موطأ فيها ....وتعليق عدم المحبة المراد منه البغض و السخط بصيغة المبالغة ليس لتخصيصه ،بل لبيان إفراط بنى أبيرق وقومهم فى الخيانة و الإثم و قال أبو حيان :أتى بصيغة المبالغة فيهما ،ليخرج منه من وقع منه الإثم و الخيانة مرة و من صدر منه ذلك على سبيل الغفلة وعدم القصد ،و ليس بشئ ."(7) نفهم من كلام الألوسى ترجيح رأى الطبرسى على رأى ابن حيان
----------------------------------------------------------------------------------------------









وكذلك فى قوله تعالى { إنك أنت علام الغيوب} (Cool يقول الألوسى :علام صيغة مبالغة ،أى : الكامل فى العلم (1) ولم ينقل عنه الرأى القائل بأن المبالغة لتكثير المعلوم (2)
الأفعال :-
سبق أن الفعل الماضى يقع و يراد به المضارع و العلة هى تحقيق الوقوع (3) كما فى قوله تعالى { ونادى أصحاب الجنة } (4) يقول الألوسى :" وصيغة الماضى لتحقيق الوقوع ،و المعنى ينادى (5) أما العلة البلاغية وهى الزيادة فى الردع فلم يذكرها الألوسى كما فعل الطبرسى
الحروف :-
ويتأثر الألوسى بالطبرس فى الغرض من العدول عن (إلى ) إلى ( اللام) (5) فى قوله تعالى { وما نؤخره إلا لأجل معلوم }(6) يقول الألوسى :" واللام للتوقيت ،و فى (المجمع ) أنها تدل على الغرض ،وأن الحكمة اقتضت التأخير ولذا عدل عن إلى (إليها) (7)
ونقل الألوسى عن الزجاج الذى نقل عنه الطبرسى (Cool فى عدم صلاحية (الواو) بدل (أو) فى قوله تعالى { ولا تطع منهم آثما أو كفورا} (9) وينقل عن غيره من الذين نقل عنهم الطبرسى من غير نسبة
وأيضا فى زيادة الحروف للتوكيد (10) فى قوله تعالى { فبما رحمة من الله لنت لهم } (11) ويذكر أن عليه أجلة المفسرين ،و لا يرتضى قول الزجاج بالإجماع على ذلك ،لأن الأخفش وغيره قال يجوز أن تكون نكرة بمعنى شئ ،و(رحمة )بدل منها ،وجوز أن تكون صفة لها ،وقيل أنها استفهامية للتعجب ،و التقدير :فبأى رحمة لنت لهم
المعارف :-
تأثر به فى جمع الضمير لمراعاة المعنى ،وإفراده لمراعاة اللفظ (12) وذلك فى قوله تعالى { ومنهم من ينظر إليك} (13)
يقول الألوسى :" وجمع الضمير الراجع إليه رعاية لجانب المعنى ،كما أفرد فيما بعد رعاية لجانب اللفظ ،ولعلى ذلك للإيماء إلى كثرة المستمعين ،بناء على توقيف الاستماع على ما يتوقف عليه النظر من الشروط العقلية أو العادية ( 14)
ويتضح من هذا أن الألوسى يلتمس لذلك غرضا بلاغيا لم يقله الطبرسى
وكذلك قال الألوسى كما قال الطبرسى (15) فى قوله تعالى { ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك } (16) وإفراد الضمير باعتبار اللفظ كما أن جمعه باعتبار المعنى (17)
وتأثر به فى مجئ الإضافة للملابسة فى قوله تعالى { فقد مضت سنة الأولين } (18) وأضيفت السنة إليهم لما بينهما من الملابسة الظاهرة ،و نظير ذلك قوله سبحانه :{ سنة من قد أرسلنا} فأضاف السنة إلى المرسلين مع أنها سنته تعالى ،لقوله سبحانه { ولا تجد لسنتنا تحويلا } باعتبار جريانها على أيديهم (19)
----------------------------------------------------------------------------------------------









وتأثر به فى مجئ (ال) للعهد (1) فى قوله تعالى { إجعلنى على خزائن الأرض } (2) ونقل عن غيره أنها للجنس يقول الألوسى :" أى أرض مصر وفى معناه قول بعضهم أى :أرضك التى تحت تصرفك ،وقيل أراد بالأرض الجنس ،وبخزائنها الطعام الذى يخرج منها ." (3) وأرجح رأى الطبرسى من كونها للعهد لأن العقل لا يتصور أن يكون نبى الله يوسف عليه السلام طلب أن يكون حافظا لجنس الأرض
وكذلك فى مجئ (ال) للجنس فى قوله تعالى { بيدك الخير } (4) "و تعريف الخير للتعميم وتقديم الخبر للتخصيص أى : بيدك التى لا يكتنه كنهها وبقدرتك التى لا يقدر قدرها الخير كله تتصرف فيها وحدك (5)
التقديم :-
تأثر به فى التقديم الذى الغرض منه الأفضلية ،فى قوله تعالى { وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم و منك و من نوح .......} (6)
وتقديم نبينا صلى الله عليه وسلم – مع أنه آخرهم بعثة للإيزان بمزيد خطره الجليل ، أو لتقدمه فى الخلق ..........." (7)
وأما تقدمه فى الخلق فهو لم يقله الطبرسى وإنما ذكره الألوسى وساق عدة أحاديث تثبت أوليته صلى الله عليه وسلم فى الخلق و آخرهم فى البعثة
الحذف :-
ويحذف المفعول لدلالة الكلام عليه كما فى قوله تعالى :{ ولقدأرسلنا إلى أمم من قبلك }(Cool ويقول الألوسى :" و المفعول محذوف ،لأن مقتضى المقام بيان حال المرسل إليهم لا حال المرسلين ( 9)
وهذا يختلف من علة الحذف التى ذكرها الطبرسى وهى دلالة الكلام على المحذوف ،وهو أوجه من رأى الألوسى لأنه يحمل الاهتمام بحال الرسل الذى يفهم ويستفاد منه تسليته صلى الله عليه و سلم ،وحال المرسل إليهم ليكون فيه العظة و العبرة بأحوالهم ،و المحذوف يستوى مع المنطوق فى أداء المعنى و الغرض بل ربما يكون الحذف أبلغ وأولى فى تحقيق المراد
وتأثر به فى تقدير حذف جواب (لو) فى قوله تعالى { ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة}(10)
أى :" لرأيت أمرا فظيعا "(11) ويظهر من هذا اكتفاء الألوسى بالتقدير من غير ذكر للسر البلاغى الذى يحمله هذا الحذف فى طياته ،عكس الطبرسى الذى بينه ووضحه من ذى قبل
وأيضا فى قوله تعالى { ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض } (12) وجواب لو محذوف لانسياق الكلام إليه ...........، والتقدير – لكان ذلك هذا القرآن (13)
وتأثر به فى حذف المضاف فى قوله تعالى { حرمت عليكم أمهاتكم } (14) "وليس المراد تحريم ذاتهن ،لأن الحرمة واخواتها إنما تتعلق بأفعال المكلفين ،فالكلام على حذف مضاف ،بدلالة العقل ،والمراد تحريم نكاحهن ،لأن معظم ما يقصد منهن ،ولأنه المتبادر إلى الفهم ،ولأن ما قبله وما بعده فى النكاح ...........،(15) وهذا اختصار لما ذكره الطبرسى (16)
---------------------------------------------------------------------------------------------








القصر :-
سبق استدلال الطبرسى (1) بقول الله تعالى { إنما وليكم الله ورسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون }(2) على إثبات إمامة على ،وذكر جهة الاستدلال بالآية ،والألوسى ينقل ما ذكره الطبرسى حيث يقول :" واستدل الشيعة بها على إمامته – كرم الله تعالى وجهه ،ووجه الاستدلال بها عندهم أنها بالإجماع نزلت فيه – كرم الله تعالى وجهه- وكلمة (إنما )
تفيد الحصر ....." (3) ويمضى الألوسى فى نقل جهة الاستدلال بنصها ،ثم يردف ذلك بردود أ÷لأ السنة التى سبق ذكرها فى هذا البحث (4)
التوكيد :-
تأثر به فى توكيد الفعل بالمصدر وذلك فى قوله تعالى { ونمد لهم من العذاب مدا } (5)يقول الألوسى :" وأكد بالمصدر إيذانا بفرط غضب الله تعالى عليه لكفره افترائه على الله سبحانه واستهزائه بآياته العظام ........" (6)
الإنصاف فى الحجاج :-
تأثر به فى قوله تعالى { وإنا وإياكم لعلى هدى أو فى ضلال مبين } (7) وهذا من الكلام المصنف ، الذى كل من سمعه من موال أو مناف قال لمن خوطب به : قد أنصفك صاحبك (Cool ويذكر أبيات أبى الأسود التى استدل بها الطبرسى فى استخدام هذا الأسلوب
النظر فى المعنى :-
وذلك فى قوله تعالى { حتى إذا ضاقت بهم الأرض بما رحبت }(9) :" أنه غاية للتخليق ،بمعنى تأخير الأمر أى أخر أمرهم إلى أن ضاقت عليهم الأرض (بما رحبت) أى برحبها وسعتها لإعراض الناس عنهم وعدم مجالستهم ،و محادثتهم لهم لأمر النبى – صلى الله عليه وسلم – لهم بذلك وهو مثل لشدة الحيرة وأنهم لم يقروا فى الدنيا مع سعتها وهو كما قيل
كأن بلاد الله وهى فسيحة على الخائف المطلوب كفة حابل (10)
وكذلك فى قوله تعالى : { أصدقت أم كنت من الكاذبين } (11) يقول الألوسى :" جملة معلق عنها الفعل للاستفهام وكان مقتضى الظاهر ،أم كذبت ، وإيثار ما عليه النظم الكريم للإيذان بأن كذبه فى هذه المادة يستلزم انتظامه فى سلك الموسومين بالكذب الراسخين فيه(12)
الوصل و الفصل :-
وتأثر به فى أن الوصل يأتى ويراد به الاستئناف وذلك فى قوله تعالى { ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء } (13) ابتداء إخبار ،بأن بعض هؤلاء الذين أمروا بمقاتلهم يتوب من كفره فيتوب الله تعالى – عليه ،وقد كان كذلك ،حيث أسلم منهم أناس ،,حسن إٍسلامهم ......،(14)
وتأثر به فى الفصل بين الجمل للاستئناف ،حيث تكون الثانية جوابا لسؤال تضمنته الجملة الأولى وذلك فى قوله { .....ذلك الفوز العظيم ،لله ملك السموات والأرض } (15) يقول الألوسى :" وقيل : استئناف مبنى على سؤال نشأ من الكلام السابق ،كأنه قيل من يملك ذلك ليعطيهم إياه فقيل { لله ملك السموات والأرض } (16) وكذلك فى قوله تعالى { ذلكما مما علمنى ربى } (17) يقول الألوسى :" ويروى أنهما قالا له : من أين لك ما تدعيه من العلم ،وأنك لست بكاهن ولا منجم (18)






الالتفات :-
تأثر به فى الالتفات من الغيبة إلى الخطاب وذلك فى قوله تعالى { عبسى و تولى ،أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى }(1) يقول الألوسى :" ذلك لما فيه من الإيناس بعد الإيحاش والإقبل بعد الإعراض (2) وكذلك فى قوله تعالى { من كان عدوا لله وملائكته و رسله وجبريل و ميكال فإن الله عدو للكافرين }
(3) يقول الألوسى :" ولم يقل :فإنه عدو ،دفعا لإنفهام غير المقصود ،أو التعظيم و التفخيم ،و العرب إذا فخمت شيئا كررته بالاسم الذى تقدم له ........" (4)
التكرار :-
وتأثر به فى مجئ التكرار للتوكيد وذلك فى قوله تعالى { يا بنى إسرائيل اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم } (5)
يقول الألوسى :" كرر التذكير للتأكيد والإيذان بكمال غفلتهم عن القيام بحقوق النعمة ،وليربط ما بعده من الوعد الشديد به لتتم الدعوة بالترغيب و الترهيب ،فكأنه قال سبحانه :" إن لم تطيعونى لأجل سوابق نعمتى فأطيعونى للخوف من لواحق عقابى ......"(6) والتأثر هنا فى غرض واحد وهو التوكيد ،أما الغرضان الآخران فمن إضافته
وكذلك فى قوله تعالى { يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم والله يريد أن يتوب عليكم } (7) يقول الألوسى :" جعله بعضهم تكرار لما تقدم للتأكيد و المبالغة ،وهو ظاهر إذا كان المراد من التوبة هناك وهنا شيئا واحدا وأما إذا فسر (يتوب) أولا بقبول التوبة والإرشاد مثلا ،وثانيا بأن يفعلوا ما به من القبول فلا يكون تكرارا ......"(Cool
واحتمال عدم التكرار قاله الطبرسى أيضا إلا أن التفسير فى عدم التكرار جاء مختلفا عندهما
وأيضا تأثر به فى ذكر العلة من قصص الأنبياء مكررة فى مواضع مختلفة ،وذلك عند تفسيره لقوله تعالى { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا .......}(9) يقول الألوسى :" وأيا ما كان فلا يعد ذكر هذه القصة هنا مع ذكرها قبل تكرارا ،لأن ذكرها هنا لفائدة غير الفائدة التى ذكرت لها فيما قبل ،وهكذا ذكرها فى كل موضع ذكرت فيه من الكتاب الجليل ،ومثل هذا يقال فى كل ما هو تكرار بحسب الظاهر فيه .....، ولا يخفى أن أكثر المكررات ظاهرا مختلفة الأساليب متفاوتة الألفاظ و العبارات ، وفى ذلك من الأسرار الإلهية ما فيه (10)
ذكر الخاص بعد العام :-
وتأثر به فى ذكر الخاص بعد العام ،وذلك فى قوله تعالى { وأقيموا الصلاة وآتو الزكاة واركعوا مع الراكعين }(11) يقول الألوسى :"وعبر بالركوع عن الصلاة احترازا عن صلاة اليهود فإنها لا ركوع فيها ،وإنما قيد ذلك بكونه من الراكعين ،لأن اليهود كانوا يصلون وحدانا فأمروا بالصلاة جماعة ،لما فيها من الفوائد ما فيها ،واستدل بعضهم على وجوبها ،ومن لم يقل به حمل الأمر على الندب ،أو المحبه على الموافقة وإن لم يكونوا معهم ،وقيل الركوع الخضوع و الانقياد ...." (12) وهذا الرأى الأخير لم يقله الطبرسى
-----------------------------------------------------------------------------------------------








وكذلك فى قوله تعالى { إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح و النبيين من بعده و أوحينا إلى
إبراهيم و إسماعيل وإسحاق ويعقوب و الأسباط وعيسى و أيوب ويونس و هارون وسليمان و آتينا داود زبورا}(1) يقول الألوسى نقلا عن الطبرسى :" ذكروا مع ظهور انتظامهم فى سلك النبيين تشريفا لهم و إظهار لفضلهم ،على ما هو معروف فى ذكر الخاص بعد العام فى مثل هذا المقام"(2)
الفواصل:-
ويلاحظ الألوسى ما تضيفه الفاصلة القرآنية من معنى وهو متأثر فى بعض المواضع بالطبرسى وذلك فى مثل قوله تعالى { فلما كتب عليكم القتال تولوا إلا قليلا منهم و الله عليم بالظالمين }(3)
يقول الألوسى :" ومنهم الذين ظلموا بالتولى عن القتال وترك الجهاد وتنافت أقوالهم و أفعالهم ،و الجملة تنزيل أريد منها الوعيد على ذلك "(4) وهذا يحمل ما قاله الطبرسى فى هذه الفاصلة
وكذلك فى قوله تعالى { وما كنت متخذ المضلين عضدا } (5)
يقول الألوسى :" وفسر الجمع و الإفراد لرؤوس الآى .، وقيل إنما لم يجمع لأن الجمع فى حكم الواحد فى عدم الصلاحية للاعتضاد أى : وما كنت متخذهم أعوانا فى شأن الخلق أو فى شأن من شئونى "(6) وهو نفس ما قاله الطبرسى
هذه المواضع التى تأثر فيها الألوسى بالطبرسى وهى تنبى عن اهتمامه به ودراسته له واستفادته بما جاء فيه وهذا التأثر المذكور هو فى علم المعانى ،أما تأثره به فى غير هذا البحث فناهيك عنه وعن كثرة ذكره لإسمه صراحة واعتدلده بآرائه فى بعض المواطن ونقده لبعضها و منها عند تفسيره لقوله تعالى { ثم قضى أجلا و أجل مسمى عنده .......} (7) فى المراد بالأجل الأول و الثانى حيث يقول :" وقيل الأول النوم و الثانى الموت ،وراوه ابن جريد وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما وأيده الطبرسى بقوله تعالى { ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى } (Cool ولا يخفى بعده لأن النوم وإن كان أفاد الموت لكنه لم تعهد تسميته أجلا وإن سمى موتا "(9) وواضح نقضه لإختيار الطبرسى
وكذلك فى قوله تعالى { فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون }(10) يقول الألوسى وهو يعدد الأراء المتعلقة بمعنى (فحاق) "وقيل حل و اختاره الطبرسى "(11)
----------------------------------------------------------------------------------------
1- النساء 163 2- روح المعانى ح1 ص 16 انظر هذا البحث ص
3- البقرة 246 4- روح المعانى ج 2 ص 166 انظر هذا البحث ص
5- الكهف 51 6- روح المعانى ج 5 ص 296 انظر هذا البحث ص
7- الأنعام 2 8- الزمر 42 9- روح المعانى ج7 ص 88
10- الأنعام 10 11- روح المعانى ج7 ص 101
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bebo2013.yoo7.com
 
الفصل السادس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الجزء السادس
» الجزء السادس عشر
» الجزء السادس و العشرون
» الفصل السابع
» الفصل و الوصل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فرسان الكلمة  :: اسلاميات :: اللغويات :: معارف عامة-
انتقل الى: