يتبخر من ماء الارض380 الف كيلو متر مكعب في كل سنه اغلبها(320 الف كيلو متر مكعب) من اسطح البحار والمحيطات, واقلها(60 الف كيلو متر مكعب) من اسطح اليابسه, وتعود هذه الكميه الي الارض بمعدلات مختلفه(284 الف كيلو مترا مكعبا علي البحار والمحيطات,96 الف كيلو مترا مكعبا علي اليابسه), ويفيض الفارق في الحالتين(36 الف كيلو متر مكعب) من اليابسه الي البحار والمحيطات.
واكرر القول بان نزول المطر من السحاب لايزال عمليه غير مفهومه علميا بتفاصيلها الدقيقه, وذلك لانها تتم بعدد من العمليات غير المشاهده بطريقه مباشره, ولذلك وضعت( لها اعداد من الفروض والنظريات منها: تاثير حركه الرياح الارضيه, والغبار الذي تثيره من فوق سطح الارض, ومنها الشحنات الكهربيه في السحابه الواحده.
او بين السحب المنفصله عند التقائها وتصادمها مع بعضها البعض, ومنها تاثير الرياح الشمسيه علي اغلفه الارض واجوائها المختلفه, وفوق ذلك وقبله وبعده اراده الخالق العظيم كما هو واضح من توجيه الحديث النبوي الشريف الذي نحن بصدده
ومن المعروف ان نسبه الماء في السحب ضئيله جدا اذ لاتتعدي2% من الماء الموجود في الغلاف الجوي للارض الذي لاتكاد نسبته ان تتعدي036,-% من مجموع ماء الارض( وتقدر كميه المياه في الغلاف الغازي للارض بحوالي15 الف مليون كيلو متر مكعب.
ويوجد الماء في نطاق المناخ للارض علي هيئه قطرات صغيره جدا( اكبر قليلا من واحدك ميكرون), وتلتصق تلك القطرات المائيه بالهواء للزوجتها, وشده توترها السطحي, وذلك في السحب العاديه التي تحملها الرياح دون ان تسقط مطرا علي الارض الا بعد تلقيحها بامتزاج سحابتين احداهما ساخنه, والاخري بارده, او تحمل احداهما شحنه كهربيه موجبه والاخري سالبه, او بواسطه عدد من الجسيمات الصلبه الدقيقه للغبار الذي تثيره الرياح من فوق سطح الارض.. ملقحه بها السحب.. فتعين علي تكثف بخار الماء فيها, والمطر عاده ينزل بقطرات دقيقه, ولكنه قد ينزل احيانا بقطرات كبيره( يزيد قطرها في بعض الحالات علي4 8 ملليمتر) وتنتج هذه القطرات الكبيره من تكثف بخار الماء علي نوي من الغبار كبيره نسبيا تنمو بالتدريج حتي تصل الي تلك الاحجام بتوالي تكثف بخار الماء عليها وهطوله طوله قطرا باذن الله, وحيثما يشاء.
وتوافر هذه الشروط مجتمعه او منفرده يتطلب تقديرا مسبقا, ولايمكن ان يتم بعشوائيه او صدفه ويتضح من ذلك ان تيكون المطر هو سر من اسرار الكون لم يتمكن الانسان بعد من فهمه فهما كاملا, ولكن يد القدره الالهيه واضحه فيه وضوح الشمس, ويتضح ومن هنا كان حديث رسول الله( صلي الله عليه وسلم) الذي نحن بصدده, وكان التفصيل القراني الذي يقول فيه الحق تبارك وتعالي:
(1) وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتي اذا اقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فانزلنا به الماء فاخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتي لعلكم تذكرون ( الاعراف:57)
(2) وارسلنا الرياح لواقح فانزلنا من السماء ماء فاسقيناكموه وما انتم له بخازنين( الحجر:22)
(3) يايها الناس اعبدوا ربكم, الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون (البقره:22)
(4) وهو الذي انزل من السماء ماء فاخرجنا به نبات كل شيء.. (الانعام:99)
(5) الذي جعل لكم الارض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وانزل من السماء ماء فاخرجنا به ازواجا من نبات شتي (طه:53)
(6) وانزلنا من السماء ماء بقدر فاسكناه في الارض وانا علي ذهاب به لقادرون (المومنون:18)
(7) وهو الذي ارسل الرياح بشرا بين يدي رحمته وانزلنا من السماء ماء طهورا (الفرقان:48)
وهذه الايات الكريمه وغيرها من اي القران العظيم تنسب الفعل كله لله( تعالي) ومن هنا جاء نص حديث رسول الله( صلي الله عليه وسلم) الذي نحن بصدده داعما نبوته ورسالته, وشاهدا علي انه كما وصفه القران الكريم وما ينطق عن الهوي ان هو الا وحي يوحي (النجم: