تناولنا في الحلقه الثالثه ( البحر المسجور) واليوم نتكلم عن الجبال البركانيه فبعد الحرب العالميه الثانيه نزل العلماء الي اعماق البحار والمحيطات بحثا عن بعض الثروات المعدنيه التي استنفدت احتياطياتها او كادت من غلي اليابسه في ظل الحضاره الماديه المسرفه التي يعيشها انسان اليوم ففوجئوا بسلسله من الجبال البركانيه تمتد في اواسط جميع محيطات الارض لعده عشرات الالاف من الكيلو مترات اطلقوا عليها اسم جبال اواسط المحيطات, وبدراسه تلك السلاسل الجبليه المحيطه اتضح انها قد اندفعت علي هيئه ثورات بركانيه عنيفه عبر شبكه هائله من الصدوع العميقه التي تمزق الغلاف الصخري للارض وتحيط بها احاطه كامله في كل الاتجاهات وتتركز اساسا في قيعان المحيطات.
وان شبكه الصدوع تلك تصل في امتداداتها الي اكثر من64,000 كيلو متر وفي اعماقها الي65 كيلومترا مخترقه الغلاف الصخري للارض بالكامل فتصل الي نطاق الضعف الارضي وتوجد الصخور فيه في حاله لدنه, شبه منصهره, عاليه الكثافه واللزوجه تدفعها تيارات الحمل الساخنه الي قيعان كل محيطات الارض وقيعان بعض البحار( من مثل البحر الاحمر) في درجات حراره تتعدي الالف درجه مئويه, وذلك بملايين الاطنان فتدفع بجانبي المحيط يمنه ويسره في ظاهره يسميها العلماء ظاهره اتساع وتحدد قيعان البحار والمحيطات, وتملا المناطق الناتجه عن عمليه الاتساع تلك بالصهاره الصخريه مما يودي الي تسجير قيعان كافه محيطات الارض, وقيعان بعض بحارها.
ومن الظواهر المبهره للعلماء اليوم ان الماء في المحيطات والبحار علي كثرته لايستطيع ان يطفيء جذوه تلك الصهاره, ولا الصهاره علي شده حرارتها تستطيع ان تبخر مياه البحار والمحيطات بالكامل, ويبقي هذا التوازن بين الاضداد: الماء والنار فوق قيعان كل محيطات الارض( بما في ذلك المحيطان المتجمدان الشمالي والجنوبي) وقيعان عدد من البحار شهاده حيه علي طلاقه القدره الالهيه التي لاتحدها حدود.
ففي مشروع لاستثمار ثروات قاع البحر الاحمر وهو بحر قاعه منفتح تثور البراكين فيه ثوره عنيفه فتثري رسوبيات ذلك القاع بالعديد من المعادن, كانت باخره ابحاث تلقي بكباش من المعدن لجمع عينات من طين ذلك القاع, ويرتفع الكباش في عمود من الماء يزيد سمكه عن ثلاثه الاف متر.
فرذا وصل الي سطح الباخره لايستطيع احد ان يقربه من شده حرارته. واذا فتح يخرج منه الطين وبخار الماء الحار في درجات حراره تتعدي الثلاثمائه درجه مئويه.
واصبح ثابتا لدي العلماء اليوم ان الثورات البركانيه فوق قيعان كل محيطات الارض وقيعان اعداد من بحارها تفوق نظائرها علي اليابسه بمراحل عديده.
ثم ثبت بادله عديده ان كل ماء الارض علي كثرته قد اخرجه ربنا تبارك وتعالي من باطن الارض وان الصهاره الصخريه في نطاق العنف الارضي ودونه تحوي كما من الماء يفوق كل ماعلي سطح الارض من ماء بعشرات الاضعاف, وهنا تتضح روعه هذا الحديث النبوي الشريف الذي قرر فيه المصطفي( صلي الله عليه وسلم) عددا من حقائق الارض المبهره بقوله: ان تحت البحر نارا, وتحت النار بحرا وهي حقائق لم يتوصل الانسان الي ادراك شيء منها الا منذ سنوات معدوده, وورودها بهذه الدقه العلميه الفائقه في حديث رسول الله( صلي الله عليه وسلم) لمما يشهد له بالنبوه والرساله,ز وبانه( صلي الله عليه وسلم) كان ابدا موصولا بالوحي, ومعلما من قبل خالق الساوات والارض, وصدق الله العظيم اذ يقول في حقه وما ينطق عن الهوي* ان هو الا وحي يوحي علمه شديد القوي* ذو مره فاستوي* وهو بالافق الاعلي* ثم دنا فتدلي* فكان قاب قوسين او ادني* فاوحي الي عبده ما اوحي* (النجم:3 10)
فلم يكن احد علي وجه الارض يعلم هذه الحقائق قبل عقود قليله, وورودها بهذه الدقه العلميه في حديث رسول الله( صلي الله عليه وسلم) هو من الامور المعجزه حقا, والشاهده بصدق نبوته وكمال رسالته ( صلي الله عليه وعلي اله وصحبه اجمعين وعلي من اتبع هداه ودعا بدعوته الي يوم الدين وسلم تسليما كثيرا) واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين